لاتزال المبادلات التجارية القائمة بين الجزائر وفنزويلا دون المستوى المطلوب، حيث لم تتجاوز خلال العام الماضي 30 مليون دولار لتبقى قائمة أساسا في قطاع المحروقات من خلال الاتفاقيات التي تربط كلا من الشركة الوطنية للمحروقات والشركة الوطنية الفنزويلية للنفط، بالإضافة إلى الدورات التكوينية التي يستفيد منها طلاب فنزويليون في القطاع· تعد زيارة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، للجزائر الرابعة بعد تلك التي قادته إليها العام 2006 وقبلها الزيارتين اللتين قام بهما، الأولى في أوت 2000 والثانية في أكتوبر ,2001 حيث جاءت كلها في إطار وضع العلاقات الثنائية وتباحث سبل إنعاش العلاقات بين البلدين، لاسيما في المجال الاقتصادي و''الرقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين''· ويربط الجزائر وفنزويلا عدة اتفاقات تعاون، لكن تبقى المبادلات التجارية رغم ذلك - حسب تقديرات مسؤولي البلدين - دون المستوى المطلوب، حيث تعد فنزويلا الشريك ال 24 للجزائر خارج قطاع المحروقات· وحسب إحصائيات الجمارك الجزائرية، فإن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين لم تتجاوز 30 مليون دولار· ومن أجل ''إعطاء محتوى اقتصادي أكثر واقعية للعلاقات بين البلدين''، طبقا لتوجيهات الرئيسين بوتفليقة وشافيز، تم في بداية 2002 إنشاء اللجنة المختلطة الجزائرية - الفنزويلية التي أوكل لها مهمة وضع ميكانيزمات جديدة لتسهيل التعاملات التجارية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتشجيع التوجه نحو الاستثمار والشراكة، إضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك· ففي مجال الطاقة والمناجم كانت الجزائر وفنزويلا، وهما من ''الدول الفاعلة في منظمة الأوبيب''، قد وقعتا اتفاقا ينص على ''تحديد وسائل استغلال الفرص المتاحة ضمن هذا القطاع''، وتعكف الجزائر وفنزويلا على ترقية مشاريع شراكة بين سوناطراك ونظيرتها الفنزويلية ''بيديفيزا'' في مجال الاستكشاف النفطي وتمييع الغاز، وكذا ترقية صادرات الثروة المعدنية الفنزويلية نحو الجزائر· ويمتد التعاون القائم بين البلدين في هذا المجال إلى الدورات التكوينية التي سيستفيد منها أزيد من 400 طالب فنزويلي يتلقون دروسا على مستوى المعهد الجزائري للبترول بكل من أرزيو وسكيكدة لمدة أربع سنوات وفق ما ينص عليه العقد الموقع بين الطرفين العام ,2006 حيث تم لحد الآن تخرج دفعتين تضمان 80 مهندسا وتقنيا· إلى جانب هذا، تربط البلدين عدة اتفاقيات في عدة مجالات، منها اتفاق بين الديوان الجزائري لترقية الصادرات والهيئة النظيرة الفنزويلية يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات وتحديد الفرص الممكنة لترقية الصادرات بين البلدين خارج إطار المحروقات، وتم في هذا الصدد اقتراح إنشاء مجلس لرجال الأعمال في البلدين، لتمكينهم من تحديد واستكشاف مشاريع الشراكة مباشرة· وقد توجت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفنزويلي للجزائر بالتوقيع على اتفاقين ثنائيين، الأول بتعلق باتفاق تعاون في مجال النقل البحري وبروتوكول تفاهم بين معهد الدبلوماسية والعلاقات الدولية والمعهد الفنزويلي للدراسات الدبلوماسية العليا ''بيدرو غوال''·