قال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي إن اعتذار القادة العرب عن عدم حضور القمة العربية المقرر عقدها ببغداد في مارس المقبل سيكون له ما يبرره، إذا استمرت الأزمة السياسية التي نجمت عن اتهامه بقضايا تتعلق بالإرهاب، وأشار إلى أنه لم يتصل بأي بلد عربي أو أجنبي لمساعدته في رد الاتهامات عن نفسه، مؤكدا أنه لن يطلب اللجوء السياسي خارج العراق. وأضاف الهاشمي في حوار صحفي، جرى بمقر إقامته في إقليم كردستان العراق- أن بإمكان العرب أن يعملوا الكثير، لكنهم تقاعسوا عن نصرة العراق، وتركوه ليواجه قدره، قائلا إن أحدا من المسؤولين العرب لم يتصل به منذ أن بدأت قضيته، وأنه يدفع اليوم ثمن عروبته. وقال إن كل ما يسعى إليه اليوم هو توفير فرصة للدفاع عن نفسه أمام قضاء عادل، مؤكدا أن القضية التي أثيرت ضده كانت سياسية بامتياز، وأنه تعرض للابتزاز، حيث طُلب منه منذ أن بدأ توجيه الاتهامات إليه إعلان مواقف معينة مقابل حل قضيته. وأكد أن المؤتمر الوطني المزمع عقده في بغداد لحل الأزمة السياسية الراهنة لن يعقد بدون حضوره بصفته الوظيفية والسياسية، وأكد تأييد قائمة العراقية -التي يشارك في قيادتها- لذلك، قائلا إن حل الأزمة السياسية في العراق لن يتم من غير حل قضيته. ووصف نائب الرئيس العراقي نفسه بأنه رجل سلام ولا يمكن أن يلجأ إلى العنف تحت أي ظرف، ودعا أنصاره إلى ضمان البقاء في إطار القانون إذا ما أرادوا الاحتجاج على الاتهامات ضده، لكنه قال إنه لن يدعوهم إلى مثل هذه الاحتجاجات، وكرر إصراره على تبرئة نفسه أمام القضاء بعد نقل ملف القضية إلى خارج بغداد، واقترح أن تكون مدينة كركوك مكانا لإجراء التحقيقات والتقاضي، على أن يجري تسليم كل المعتقلين من معاونيه وأفراد حمايته إلى شرطة كركوك. وعن الموقف الأمريكي، قال الهاشمي إنه تلقى اتصالات غير مباشرة من الأمريكيين فهم منها حرصهم على عقد المؤتمر الوطني، غير أنه نفى علمه بأي مقترحات أمريكية محددة لحل قضيته التي ما زالت تعترض عقد هذا المؤتمر. وأشار الهاشمي إلى أنه ما زال دستوريا نائبا للرئيس، ويمارس مهام وظيفته من مكانه الحالي في إقليم كردستان العراق، وأن رئيس الجمهورية جلال الطالباني يتواصل معه بانتظام، مشيرا إلى أنه يمكن أن يسافر لزيارة أي بلد بصفته الرسمية، لكنه لا يجد ضرورة لذلك في الوقت الحاضر.