أعلن عبد الله جاب الله، مؤسس جبهة العدالة والتنمية غير المعتمد بعد، في ندوة صحفية أمس، ما يشبه توبة سياسية، بقوله ''إننا نرفع شعار عفا الله عما سلف وطلقت ماضيّ طلقة بائنة '' بما فيها ما حدث بينه وبين الرئيس بوتفليقة، وذلك في إجابة حول ما إذا كان يخشى أن يحول تردي علاقته بالرئيس بوتفليقة وعودته إلى الساحة السياسية باسم حزب جديد، متجنبا مجادلة شخصيات في السلطة كانت قد استبعدت فوز الإسلاميين بالانتخابات· وقال عبد الله جاب الله ''لا أنا ولا جبهتنا لديها من الوقت لتغرق في القيل والقال، فأنا طلقت ماضيّ بما فيها الإصلاح والنهضة طلقة بائنة وإلا ما كنت اليوم أسست حزبا جديدا، ثم نحن نرفع شعار عفا الله عما سلف''· وكان جاب الله يجيب عن سؤال ما إذا كان يخشى أن تحول علاقته المتردية مع الرئيس بوتفليقة بسبب تصريحاته السابقة التي طالت حياته الشخصية، خلال حملة انتخابية، وعودته إلى الساحة السياسية باسم حزب جديد· وأوضح جاب الله أن الداخلية أبلغته ''قبل أسبوعين أن ملفه يستوفي شروط الاعتماد وفقا للقانون القديم والجديد للأحزاب''، لكنه قال أيضا أنه من الممكن أن يتأجل مؤتمر حزبه إلى ما بعد السبت القادم إذا لم نستلم وصل إيداع الملف''· واستعمل جاب الله لهجة ناعمة تجاه شخصيات في السلطة سبق أن استبعدت فوز الإسلاميين في الانتخابات القادمة، خلال رده على طلب رأيه حول تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الداخلية دحو ولد قابلية، بهذا الشأن، إذ قال جاب الله ''دعوهم يقولون ما يشاءون فنحن ما يهمّنا اليوم في جبهتنا هو مؤتمرنا وعلى المدى القريب الانتخابات ونزاهتها وشفافيتها، فسبق وأن قيل عن الإسلاميين تصريحات مماثلة في مصر والمغرب لكن النتيجة جاءت عكس ما قيل''· وأضاف عن أويحيى الذي يُحتمل أن يبقى وزيرا أولا يشرف على الانتخابات القادمة، ''ليست لدينا مشكلة مع الأشخاص وما فائدة أن يرحل شخصا عن سلطة بينما يأتي آخر في ظل بقاء الممارسات ذاتها''، موضحا أن المشكلة ''مشكلة ظروف وشروط لانتخابات حرة وشفافة''· ودعا جاب الله الإعلاميين والسلطة إلى ''لعب دور يحول دون تكرار سيناريو العزوف الذي عرفته تشريعيات ,2007 فالمشاركة بقوة متوقفة على قدرة السلطة والسياسيين والاعلام على زرع الأمل ووفاء السلطة بالتزاماتها''· أما عن تحالف مرتقب مع الإسلاميين من أجل خوض تشريعيات بشكل موحد، قال منشط الندوة ''إن التحالفات يعود قرارها إلى مؤسسات الحزب بعد أن تنبثق ولا أملك أن أفرض رأيي عليها''، موضحا أن هدف جبهته ''خدمة الاسلام والوطن والشعب''· أما عن انضمام قدماء ''الفيس'' المحل، قال ''الجبهة مفتوحة أمام كل الخيّرين ممن يتمتعون بحقوقهم المدنية والسياسية''، معلنا عن وجود مناضلين في صفوفها ''من الأفلان والأرندي ومعظم مناضلي الإصلاح والنهضة ومن متقاعدي الجيش والتجار والجامعيين، والنساء والمجاهدين''· أما عن اتصالاته بالسفراء الأجانب ومنهم سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية، فاعتبر جاب الله أنه ''لا أجد حرجا في لقاء سفير أجنبي ولست أدري لماذا لم تُثر هذه المسألة التحفظ سابقا رغم حدوثها''، متسائلا ''لماذا الآن فقط؟''، وأردف '' لقد التقينا السفير الأمريكي ومن الطبيعي أن تكون لدينا علاقاتنا مثلما لدينا مع أحزاب إسلامية في إطار أخوي من الخارج، فالسفير الأمريكي هو من طلب لقاءنا ولسنا نحن ثم التقينا في مقرنا وليس في السفارة''·