قاطعت، أمس، وللمرة الثانية على التوالي، ثلاثة أحزاب سياسية وهي الأفافاس والأفالان والأرندي الدورة غير العادية للمجلس الشعبي لولاية تيزي وزو المخصصة لمناقشة حصيلة الخسائر التي خلفتها الثلوج التي عرفتها ولاية تيزي وزو خلال شهر فيفري المنصرم، حيث اضطر رئيس المجلس الشعبي الولائي محفوظ بلعباس، لإلغاء الدورة بسبب غياب أغلبية أعضاء المجلس، وأكد أن هذه الدورة سيتم عقدها يوم الأربعاء المقبل رغم مقاطعة الأحزاب الثلاثة، وهذا تطبيقا للمادتي13 و15 من قانون الولاية. وقد تمسكت الأحزاب الثلاثة بقرار المقاطعة لمنع السقوط في ما أسموه ''مؤامرات الأرسيدي''، حيث اتهموا رئيس المجلس الشعبي الولائي المنتمي لحزب سعيد سعدي ببرمجة هذه الدورة غير العادية كمحاولة للتستر عن فشله في التسيير ورمي مسؤولية إخفاق المجلس الشعبي الولائي خلال أزمة الثلوج وغيابه ميدانيا بعدما رفض تنصيب خلية الأزمة لمتابعة أحداث الثلوج، كما اعتبروها مخططا من طرف الأرسيدي لاستغلال الوضع لأجل إطلاق النار على السلطات العمومية .وقد ظهر، أمس، للعيان أن الأرسيدي أصبح عاجزا تماما عن فرض منطقه بالمجلس الشعبي الولائي عكس ما كان عليه سابقا طلية أربع سنوات خلال عقده لتحالف غير طبيعي مع الأفالان، ومنذ الطلاق الذي وقع بينهما يوم 16 أكتوبر 2011 ثبت أن الأرسيدي الذي يملك 16 مقعدا في المجلس الولائي من أصل 47 مقعدا فقد سيطرته وعجز عن تجسيد قراراته لأنه لا يمثل الأغلبية، علما أن الأفافاس يملك 15 مقعدا والأفالان 10 مقاعد والأرندي 6 مقاعد .هذا، ولم يهضم رئيس المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو محفوظ بلعباس، هذه المقاطعة، حيث أكد، أمس، في ندوة صحفية عقدها بمقر المجلس الشعبي الولائي مباشرة بعد إلغاء الدورة، أكد أنه لم يفهم إطلاقا السبب الرئيسي الذي دفع بهؤلاء الأحزاب لمقاطعة الدورية غير العادية ''رغم أن الدورة لها خصوصية وتعود بالفائدة لولاية تيزي وزو ومواطنيها'' .وكشف أنه برمج هذه الدورة بعد استشارة رؤساء كتل الأحزاب ''تحدثت مع كل رؤساء الكتل وعرضت عليهم أسباب عقد الدورة غير العادية، في البداية رحبوا بالفكرة، وفي النهاية خانوا الوعد وأداروا ظهرهم'' . وأكد محفوظ بلعباس أن هذه الدورة غير العادية لها ثلاثة أهداف رئيسية وهي ''تحديد الثغرات ومعرفة ما تم تجسيده في الميدان خلال أزمة الثلوج، والبحث عن طريقة نتعامل بها مستقبلا مع مثل هذه الحالات، ووضع حصيلة شاملة عن مجمل الخسائر التي خلفتها الثلوج وتحديد المسؤوليات''، كما أضاف المتحدث، إن هذه الدورة ستسفر عن نتائج هامة وتطالب السلطات العليا بإدراج تيزي وزو منطقة منكوبة، وبالتالي تخصيص لها غلاف مالي وتقديم تعويضات للمتضررين، وكذا تدعيم البلديات المتضررة بالإمكانيات المادية والوسائل اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية .وفي رده عن عدم تنصيب المجلس الشعبي الولائي لخلية أزمة، صرح محفوظ بلعباس أنه لا فائدة منها ''الولاية نصبت خلية أزمة وقامت بواجبها''، وأضاف ''لا يمكن انتقاد السلطات الولائية لأنها كانت في الموعد رغم الثغرات المسجلة'' .وبالمقابل، وجه انتقادات لاذعة للسلطات العليا بالبلاد واتهمها بتهميش واحتقار وإهمال ولاية تيزي وزو بعدم التدخل لتقديم المساعدة للمتضررين .وندد محفوظ بلعباس بعدم تجسيد مخطط ''أورسيك'' بتيزي وزو خلال أزمة الثلوج رغم العزلة الحقيقية التي خلفتها .وفي رده على ''الجزائر نيوز'' عن مصداقية الحصيلة التي قدمتها الولاية التي لا تعكس حجم الأضرار، اعترف محفوظ بلعباس أن النتائج مزيّفة وغير صادقة ''النتائج المقدمة من طرف الولاية مزيّفة وغير حقيقية، يجب ضرب هذه النتائج في عشرة أو أكثر''.