أسدل الستار على رالي وسائل الإعلام الجزائرية في طبعته الثالثة الجزائر - طبرقة - سوسة بتمركز ''الجزائر نيوز'' في كوكبة العشر مراتب الأولى، حيث تحصلت على المرتبة التاسعة، في حين عاد المركز الأول للتلفزيون الجزائري ممثلا في قناة ''كنال ألجيري'' والمرتبة الثانية لمجلة ''دزيريات'' والثالثة ليومية ''الوطن''· وقد اختلفت الطبعة الثالثة من رالي وسائل الإعلام الجزائرية عن الطبعتين الأولى والثانية، سواء من حيث التنظيم أو المسار الذي تجاوز 2300 كلم تخللته العديد من المراحل والمدن سواء في الجزائر أو داخل التراب التونسي· وما عزز اختلاف هذا الرالي عن الطبعات التي سبقته هي المشاركة القياسية لوسائل الإعلام التي تجاوز عددها 20 وسيلة إعلامية تنافست بشدة لانتزاع أحسن المراتب باستخدام سرعة محدودة سهر على ضبطها مختصون في السباقات والرياضات الميكانيكية، ناهيك عن الكتيب الدليل الصادر عن الجهة المنظمة الذي يفصل بالتدقيق كل صغيرة وكبيرة إلى غاية نقطة الوصول· الإنطلاقة من فندق الشاطئ الأزرق باتجاه قسنطينة على مسافة تصل 420 كلم، أعطى منظم الرالي نبيل مغيراف، إشارة انطلاق الطبعة الثالثة لرالي وسائل الإعلام، لكن في هذه المرحلة ستسير السيارات في شكل قافلة إلى غاية مدينة طبرقةالتونسية قبل انطلاق المنافسة، وخلال هذه المرحلة سيقوم الصحفيون باختبار سياراتهم، التحكم فيها وكذلك التعوّد على جو المنافسة في إطار كمٍ كبير من السيارات باختلافها بين ''رباعيات الدفع'' و''السيدان'' و''الهاتشباك''· كما كانت الفرصة مواتية لاكتشاف الطريق السيار شرق غرب في شطره الجديد والرابط بين الجزائر العاصمة والبويرة· بمجرد خروجنا من فندق الشاطئ الأزرق أخذنا الطريق السريع العابر لعين الله والرابط بين زرالدة والدار البيضاء، ومنه مباشرة نحو الطريق السيار شرق غرب الرابط بين الأخضرية والأربعطاش على طول 37 كلم كليا أمام حركة المرور به نفقين هامين يعبران جبال بوزقزة بين البويرة وبومرداس، هذا الطريق الذي أسال الكثير من الحبر ودفع بوزارة الأشغال العمومية إلى تأخير تسليمه نتيجة صعوبة تضاريسه، إضافة إلى مصادفة بعض المشاكل التقنية على مستوى أحد أطول أنفاق الطريق السيار، مسافة هذا الطريق التي تصل إلى 37 كلم قطعناها في مدة لم تتجاوز العشرين دقيقة في وقت كنا نمضي ساعات طويلة وطوابير طويلة سواء ذهابا أو إيابا· مقطع قسنطينة - الحروش النقطة السوداء في الجزائر رغم كل ما حققته الجزائر من إنجازات في المنشآت الكبرى والطرقات خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ولايات قسنطينةوسكيكدة وجيجل وعنابة والطارف تبقى خارج مجال التغطية، وولايات منكوبة مقارنة مع ما تم إنجازه في وسط البلاد وغربها، فهذا الطريق ونخص بالذكر مقطع المنية على مستوى ولاية قسنطينة والكنتور والتوميات، يبقى جحيما يؤرق سكان هذه المناطق ليس فقط نتيجة للطوابير الطويلة غير المنتهية وزحمة السير، بل الكارثة تكمن في اهتراء الطرقات التي تدفع بنسبة تتجاوز 90 بالمائة إلى وقوع حوادث مرور مميتة، في حين يتحمّل السائقون 10 بالمائة من حوادث المرور بسبب التجاوزات الخطيرة وعدم احترام مسافة الأمان والسرعة المحدودة· ومن خلال سيرنا في هذا الطريق، طالبنا الكثير من السائقين إسماع صوتهم إلى السلطات والجهات المسؤولة، ووقف ممارسة سياسة التهميش والمفاضلة باسم الجهوية والعروشية· بمجرد اجتيازنا لبلدية الحروش، التابعة لولاية سكيكدة، تنفسنا الصعداء وانفرجت قليلا أزمة السير، وذلك إلى غاية ولاية الطارف، مرورا بعنابة وحتى مدينة القالة المتاخمة للحدود التونسية ومعبر أم الطبول، حيث لم تطل العملية كثيرا بعدها دخلنا إلى مدينة طبرقة التي لا تبعد عن الحدود الجزائرية سوى 17 كلم، حيث أمضينا ليلتنا الأولى بعد مسيرة تجاوزت 10 ساعات· المرحلة الأولى من المنافسة طبرقة - الحمامات في حدود الساعة التاسعة صباحا، انطلقت المرحلة الأولى من المنافسة في شطرها الرابط بين طبرقة - الحمامات على مسافة 244 كلم بسرعة متوسطة لا يجب أن تتجاوز 59 كلم· في هذا الطريق مررنا عبر ثلاث مدن تونسية هي باجة وبنزرت وتونس العاصمة وسوسة قبل أن نصل إلى وجهتنا بعد أربع ساعات و18 دقيقة من السير، وتخلل هذا المسار نقاط مراقبة وضعها منظمو الرالي يتم فيها احتساب زمن والمخلفات المترتبة عن الوقت الضائع أو الإضافي، وفيه احتلت ''الجزائر نيوز'' المرتبة التاسعة بمخالفات بلغت 36,17 ثانية، وهي المرحلة التي أثرت على باقي المنافسة وأزاحتنا عن احتلال إحدى المراتب الثلاثة الأولى· المرحلة الثانية كانت بين مدينتي الحمامات وسوسة على مسافة 8,80 كلم بسرعة متوسطة لا تتجاوز 83 كلم في الساعة حاولنا فيها تدارك الأخطاء والمحافظة على السرعة المنصوح بها وتعويض الوقت الضائع، وفي هذه المرحلة تحسن وضعنا وأنهينا السباق بمخالفة لم تتجاوز دقيقة و40 ثانية· قبل الانطلاق في المرحلة الثالثة والأخيرة، توجهنا إلى مرسى القنطاوي القريب من مدينة سوسة، حيث أمضينا ليلتنا هناك، أخذنا فيها قسطا من الراحة استعدادا ليوم الفصل، كما قمنا بزيارة المدينة، حيث شد انتباهنا الهدوء الذي تنعم به هذه المنطقة السياحية المطلة على البحر الأبيض المتوسط وعودة السياح الأجانب بقوة، وفي مقدمتهم الإنجليز والفرنسيون وكذلك الإيطاليون، في حين يبقى تواجد الجزائريين قليل مقارنة بالسنوات الفارطة· المرحلة الثالثة الرابطة بين سوسة والقيروان مرورا بمدينة المنستير على مسافة 9,75 كلم وبسرعة متوسطة قدرها القائمون على الرالي ب 45 كلم في الساعة، وفي هذه المرحلة سعت كل وسائل الإعلام تدارك أخطائها والحفاظ على مستواها حتى لا ينتهي بها المطاف في ذيل الترتيب·