تضع اليوم اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية المصرية حدا للغط السياسي الكبير الذي عاشته مصر خلال الثلاثة أيام الماضية، وذلك بإعلانها النتائج الرسمية للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، بعد أن ظل كلا المرشحين الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، يدعي استحقاقه الفوز في هذا السباق الانتخابي. ففي حين أعلن حزب الحرية فوز مرشحه بنسبة 4,52 %أعلنت أول أمس، حملة المرشح أحمد شفيق، فوز مرشحها بما نسبته 5,51 %من الأصوات، كما تقدما كل طرف بعدد من الطعون التي قبلت اللجنة العليا بعضها فيما تم استبعاد بعضها لعدم كفاية الأدلة، أو عدم جديتها، وهو الأمر الذي أدخل الحياة السياسية المصرية في حالة من الالتباس خاصة وأن قبول بعض الطعون كفيل بتغيير النتيجة المتوقعة من قبل عدد من المراقبيين والتي أشارت معظمها لتقدم الدكتور محمد مرسي. أما ميدانيا فقد تمكنت حركة السادس من ابريل من تنظيم أول مليونية بعد الانتخابات الرئاسية أول أمس، بميدان التحرير، والتي شاركت فيها معظم الأحزاب والقوى السياسية المصرية وحركات الشباب والنقابات المهنية، وذلك للإعتراض على الإعلان الدستوري المكمل، الذي شرعه المجلس العسكري الحاكم، لتقييد صلاحيات الرئيس المنتخب إلى حين المصادقة على دستور دائم للبلاد. ويقضي الإعلان الدستوري بنقل السلطة التشريعية إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد حل البرلمان بناء على حكم المحكمة الدستورية المصرية الذي نص على عدم دستورية قانون الانتخابات الذي تمت وفقه الاستحقاقات التشريعية في نوفمبر من العام الماضي. كما يقيد القانون الجديد صلاحيات رئيس الجمهورية من خلال مشاركة المجلس الأعلى للقوات المسلحة فيها، وإقامة مجلس للدفاع الوطني يرأسه رئيس الجمهورية ويشارك فيها أعضاء المجلس العسكري .وهو ما اعتبر ''عسكرة للدولة وتقيدا لصلاحيات الرئيس المنتخب'' . يأتي ذلك في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء بشأن الحالة الصحية للرئيس المصري السابق حسني مبارك .فقد نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصادر وصفتها بالأمنية في وقت متأخر من ليلة أول أمس، أن مبارك ''قد توفي سريريا'' إثر وصوله مساء أول أمس، إلى مستشفى المعادي العسكري، جنوبي القاهرة، إلا أنها عادت وأكدت أنها لم تتحقق من صحة الخبر. وأكدت مصادر في مصلحة السجون المصرية لمراسل بي بي سي في العاصمة المصرية القاهرة أن مبارك ''لا يزال على قيد الحياة''. كما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن مبارك ''غائب عن الوعي ويتنفس عن طريق جهاز تنفس اصطناعي ولم يمت سريريا'' .وقال مصدر عسكري للوكالة :''إنه فاقد الوعي تماما ومتصل بجهاز للتنفس الاصطناعي'' .وسرد مصدر أمني الرواية ذاتها، ونفى تقريرا كانت قد أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ونقلت عن مصادر قولها ''إن مبارك قد توفي سريريا''. وكشف محمود الشناوي، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن أنه لم يتم التحقق من الخبر من أكثر من مصدر. وقال الشناوي ''الخبر جاء من مندوب مختص بمتابعة الحالة الصحية للرئيس السابق حسني مبارك، وعرض الأمر على رئيس التحرير الذي قرر بث الخبر دون الرجوع إلى مصادر أخرى''. وقالت مصادر مطلعة أن مبارك يعاني ارتفاعا شديدا في ضغط الدم. وكانت مصادر مسؤولة قد رجّحت في الأيام الأخيرة أن يتم نقل مبارك إلى مستشفى عسكري، بناء على توصية طبية من الأطباء الذين يعالجونه، في الوقت الذي تقدمت فيه زوجته سوزان ثابت بطلب لنقله للعلاج خارج سجن طرة نظرا لتدهور حالته الصحية.