اتهم كريم طابو من جديد قيادة حزبه بالتواطؤ مع السلطة بتعيين أحمد بطاطاش رئيسا للكتلة البرلمانية ''كون مقعد هذا الأخير كان هدية المجلس الدستوري للحزب في التشريعيات الأخيرة على أن يكون المقابل أداء لا يتعارض مع توجهات السلطة داخل البرلمان''، موضحا أن قيادة حزبه حاليا ''تتمثل في أمين وطني أول لا يفقه شيئا في الأفافاس والسياسة ومن حوله مجموعة من البلطجيين''. لم يغيّر كريم طابو من موقفه تجاه قيادة جبهة القوى الاشتراكية الحالية، بل صعّد من لهجته تجاهها بعدما دعته لتسليم العهدة البرلمانية، لكنه استثنى من الاستهداف ''الدا الحسين'' قائلا في تصريح على هامش تنصيب هياكل البرلمان أمس ''ما فهمناه من عدم إجابة حسين آيت أحمد على مبادرة 140 مناضل يطلبون تدخله لإنقاذ الأفافاس بأن الرجل يحضّر للاعتزال السياسي والانسحاب من القيادة وبالتالي ماذا يمكننا انتظاره من رجل في وضعية كهذه؟.. طبعا لا شيء، لكنني أحترم هذا الرجل والمبادئ التي أسس لها وأؤمن بها وسأبقى أدافع عنها من داخل أو خارج الأفافاس''. ويعود طابو لقيادة حزبه التي دعته في آخر دورة للمجلس الوطني لتسليم العهدة البرلمانية والاستقالة من البرلمان، ليقول ''في هذا التصريح خرق كبير لمبادئ الشفافية واحترام المؤسسات وفصل السلطات التي يؤمن بها الحزب ويدافع عنها، فهم بدعوتي إلى الاستقالة قد حكموا عليّ مسبقا والنتيجة إذا معروفة لدى امتثالي أمام لجنة الانضباط، بينما الأصح كان أن يتم التحضير للوقائع وتدوينها ثم استدعائي على أساسها فتحرير البيان، لكنهم قلبوا الإجراءات وبدأوا بشكل عكسي''، ليزيد عن ذلك، قوله ''الأمين الوطني الأول لا يعرف ما يجري والمحيطين به مجرد بلطجيين ولو أن بينهم عناصر لا تستحق هذا الوصف''. وبخصوص إمكانية تلبية الاستدعاء للوقوف أمام لجنة الانضباط، قال ''القرار ليس قراري لأنني في وضعية مماثلة مع سبعة مناضلين وربما لاحقا أكثر أظن أن التنسيق بيننا أولى في هذا الباب وليس لدي مانع من المثول إذا كان هذا قرارا جماعيا''. على صعيد سياسي لا يستبعد كريم طابو الأمين الوطني الأول سابقا، أن يكون الأفافاس حاضرا ضمن الفريق الحكومي القادم ''ولما لا وهو الذي قلب توجه الحزب رأسا على عقب ببيانات يستحيل على الجزائريين تصديقها خاصة الذين يعرفون الأفافاس حق المعرفة''، مواصلا ''الأفافاس شكر المجلس الدستوري على النتائج بعدما منحه مقعدا في البويرة، ثم أليس من الغرابة أن يكون المقعد الذي منحه المجلس الدستوري لأحمد بطاطاش في هذه الولاية هو ذاته الذي يرأس الكتلة؟؟ متهما قيادة الحزب في هذا الباب بأن ''وراء المسألة اتفاق ضمني لأداء دور داخل البرلمان في اتجاه واحد مع السلطة أو على الأقل لا يعارضها''، قبل أن يؤكد أنه سيبقى وفيا لمبادئ الحزب الذي سيندد بكل التجاوزات والتزوير الحاصل والذي قد يحدث. وكشف طابو جانبا خفيا من الكيفية التي اتخذ بها الأفافاس قرار المشاركة في التشريعيات، وقال ''لقد زجوا بنا في نقاش عام كان إجماليا ضد المشاركة ولكنهم جمعونا في لقاء وطني، في النهاية افتتحوه برسالة حسين آيت أحمد الداعية إلى المشاركة.. لماذا كلفوا أنفسهم كل هذا العناء والقرار قد اتخذ مسبقا، فمن كان يملك الجرأة لأن يعارض آيت أحمد ويقول له لا؟!. أما عن خلفية مشاركته في الانتخابات ومقعده البرلماني رغم معارضته للأمر، فسّر طابو ذلك بالقول ''أولا ليس كريم طابو من شارك في الانتخابات لوحده بل الأفافاس هو الذي قرّر ذلك وأنا جزء من هذا الحزب ولو قاطعت لألحقوا بي تهما كثيرة، لهذا أودعت ملفي ككل المناضلين ولكن لولا القاعدة لكانت القيادة الحالية قد أقصتني لأن قبول ملفي جاء خوفا منها وليس شيئا آخر''، وعن مقاطعته للحملة، أوضح كريم ''أرادوا استغلالي في الحملة لأنهم يعرفون أن كريم طابو يتحدث جيدا وله قاعدة لكنني رفضت أن أقدم لهم هذه الخدمة، فأنا لا أساند أشخاصا يعترفون داخليا بالهزيمة ثم يحررون بيانات عكس ذلك ويشكرون فيها المجلس الدستوري على تقديم الهدايا الانتخابية''.