تسببت الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي في خلق حالة من الغضب والاستياء وسط سكان العديد من الولايات وعجّلت بخروجهم إلى الشارع من أجل مطالبة مصالح سونلغاز بتحمّل مسؤوليتها والوفاء بوعودها التي بقيت مجرد حبر على ورق، لأن لا شيء تغير ومعاناة الجزائريين لا تزال مستمرة خاصة بالنسبة لأصحاب المخابز ومحلات المرطبات الذين تكبدوا خسائر بالجملة. ''في صيف 2012 لن تسجل انقطاعات في التيار الكهربائي'' هو التصريح الذي أدلى به المدير العام لمؤسسة سونلغاز نور الدين بوطرفة في العديد من المناسبات، وأكد خلالها أن مصالحه اتخذت جميع الإجراءات الضرورية للحد من الانقطاعات في التيار الكهربائي خلال فترة الحر، غير أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع وسيناريو الاحتجاجات وغلق الطرقات من أجل المطالبة بعودة الكهرباء سجل حضوره في يوميات الجزائريين نهاية الأسبوع الماضي وبداية الجاري على غرار سكان ولاية بسكرة الذين خرج العشرات منهم، مساء أول أمس، في وقفة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات طالبوا فيها بإعادة التيار الكهربائي بعد انقطاع تراوح بين 6 و12 ساعة في مناطق متفرقة من الولاية، وهو الحال نفسه بولاية باتنة التي قضى سكان العديد من الأحياء بها، ليلة أول أمس، في الظلام ونهارهم في البحث عن قطرة ماء بارد يسدون به عطشهم في انتظار عودة التيار الكهربائي الذي يعود لمنطقة وينقطع عن أخرى في سياسة اتهم من خلالها السكان مصالح سونلغاز بالتلاعب ومحاولة احتواء الوضع بقطع التيار، ثم إعادته لاحتواء الضغط والطلب المتزايد على التيار الكهربائي خاصة في ساعة الذروة. وبعيدا عن المنازل، المؤسسات لم تسلم هي الأخرى من الانقطاعات التي تسببت في توقف النشاط بها على غرار البنوك ومراكز البريد التي أغلقت أبوابها أمام زبائنها بقسنطينة، نهار أول أمس، لمدة تزيد عن أربع ساعات بسبب الانقطاعات الكهربائية، وهو الحال نفسه بالعاصمة التي يعرف فيها التزود بالكهرباء تذبذبا كبيرا وتسبب في تعطيل عمل ونشاط العديد من المؤسسات الخاصة والعامة على حد سواء، بما فيها الجرائد التي لم يصدر بعضها، أول أمس السبت، بعد انقطاع استمر لحوالي 10 ساعات. أصحاب المخابز ومحلات المرطبات أكبر المتضررين إذا كانت المعاناة التي يتكبدها المواطن داخل منزله بسبب الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي تكمن في صراعه مع الحر والتوقف عن العمل هو ما يترتب عن العملية في المؤسسات أصحاب المخابز ومحلات المرطبات يعدون أكبر المتضررين بسبب الظاهرة التي أصبحت من بديهيات فصل الحر بالجزائر. وكرد فعل منهم أقدم أصحاب العشرات من المخابز بقسنطينة مع بداية الأسبوع الجاري على التوقف عن العمل بعد الخسائر التي لحقت بهم جراء الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، ما تسبب في تلف عشرات القناطير من العجائن التي تم رميها، وهو ما تسبب في ندرة حادة في الخبز الذي ارتفعت أسعاره وأصبح الحصول عليه أمر شبه مستحيل خاصة في الأحياء الشعبية التي يزداد فيها الطلب على هذه المادة الحيوية. والوضع لا يختلف عند أصحاب محلات المرطبات الذين تكبدوا هم كذلك خسائر بالجملة جراء انقطاع التيار الكهربائي خاصة عندما يستمر لساعات من الزمن مثل ما حدث، ظهر أول أمس، بمنطقتي الدقسي وسيدي مبروك بقسنطينة، حيث أن أصحاب العديد من المحلات قاموا برمي المرطبات والمثلجات بعد انقطاع في الكهرباء استمر لحوالي 5 ساعات. من جهة أخرى، فقد دخل الحليب أيضا قائمة المواد التي أصبح أصحاب المحلات يرفضون استلامها من الموزعين خوفا من فساده جراء الاضطرابات المسجلة في التيار الكهربائي، الشيء الذي تسبب في ندرة حادة وأصبح الحصول على هذه المادة الحيوية بقسنطينة مثلا يتطلب التوجه للمحلات قبل الثامنة صباحا، لأن بعد ذلك الحليب ينقطع.