لست أدري إلى متى ستبقى معاملة السلطة للشعب بهذه الطريقة الغامضة التي فيها كل شيء سوى الوضوح، هذا ما قاله حماري التعيس وهو يرجو القليل من الاحترام للشعب الذي يعتبر نفسه واحدا منهم. قلت له... نهار ينوّر الملح أيها الحمار. قال... أريد فقط أن أعرف كيف تنظر السلطة لنا؟ هل نحن رعاياها أم أتباعها أم عبيدها أم ماذا؟ قلت... وكيف خطرت ببالك هذه الأفكار المشيطنة، عرفتك مواطنا صالحا لا تقوى سوى على الكلام الفارغ أما التفكير بهذا الشكل فلا؟ قال... الصبر له حدوده ويبدو أن السلطة لا تعرف ذلك؟ قلت... ماذا ستفعل... إياك أن تقول بأنك ستثور؟ نهق نهيقا مستفزا وقال.. أثور على ماذا؟ على حالي أم عليهم؟ قلت.. ستأخذك العزة بالنفس وتحطم المعبد بما عليه. ضحك بسخرية بالغة وقال... الشعوب ثارت وانتهت وأنت تريدني أن أبدأ من جديد؟ ترى لماذا صمتنا نحن عندما قالت الشعوب كلمتها؟ قلت مستغربا... ألم تقل لي بأن كل ما كان يحدث مجرد عبث تحركه أياد أمريكية؟ قال ساخرا... هل العبث السياسي الذي يحدث عندنا لا تحركه الأيادي الأخبث من الأمريكية؟ قلت... أنت أدرى بشؤون السلطة لأنك متتبع دائم لأقوالها وأفعالها. قال باشمئزاز... ليتني لم أفعل ولم أتطفل على هؤلاء الساسة الذين يفعلون كل شيء من أجل إذلالنا ولا يرحمون لا كبيرا ولا صغيرا وسوف يقتلونا جميعا بالسكري. قلت... إذن عليك بالمرارة حتى لا تمرض. صاح في وجهي.. هل رأيت أمرّ من هذه معيشة حتى تطلب مني أن أمرر حياتي أكثر؟ سبحان اللّه حتى الشعب يحقر نفسه، قل لي إذن كيف للسلطة أن تحترمنا أو تعبّرنا؟