عبّر سكان حي بن طلحة التابع إقليميا لبلدية براقي بالجزائر العاصمة، عن تذمرهم واستيائهم من الفوضى العارمة نتيجة ازدحام الزبائن، جراء الطوابير اللامتناهية التي تتشكل من قاصدي المكتب البريدي، طيلة ساعات اليوم والتوترات التي غالبا ما تنتهي بشجارات ما بين الزبائن أو مع العمال، خاصة أثناء الفترات التي تدفع فيها أجور عمال قطاعات الوظيف العمومي، وكذا منح المتقاعدين. وخلال تواجدنا بالمكتب البريدي بحي بن طلحة، لاحظنا الجموع الغفيرة من المواطنين المصطفين أمام شبابيك سحب الأموال قصد سحب رواتبهم، وكأنها تسابق عقارب الساعة لاستخراج مبالغهم المالية، نظرا للأزمة التي يعيشونها في ظل الوضعية الكارثية لمكتبهم البريدي، بسبب ضيق المقر وكثرة المتوافدين عليه، حيث أبدى بعض المواطنين، لاسيما الطاعنين في السن ممن لا تقوى أجسادهم على الوقوف لفترات طويلة، عن استيائهم الشديد من الحالة الصعبة التي يواجهونها كلما توجهوا لمكتب البريد. وفي سياق ذي صلة، أرجع بعض المواطنين على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، الذين وجدناهم بالمركز المذكور، أن السبب وراء هذا العدد الهائل، راجع إلى نقص السيولة النقدية، وكذا من الأعطاب التي تصيب جهاز الحاسوب بالمكتب، لأن البريد يتوافر على عاملين في شباك السحب، مما يؤدي إلى تعطيل مصالحهم. وعلاوة على هذا، لم تسلم الأجهزة من الانقطاعات المتكررة للشبكة التي تجبرهم على التوقف عن العمل لساعات طويلة، وهو الأمر الذي حال دون تمكن موظفي الشبابيك من السيطرة على الوضع. وأمام العدد المتزايد على المصلحة الوحيدة على مستوى المنطقة، يتواصل سيناريو المعاناة من اكتظاظ وتدني الخدمات، بسبب افتقاره إلى أدنى الضروريات والمتطلبات كأي مركز خدماتي، خصوصا في ظل تطور وتقدم الخدمات التقنية والتكنولوجية. وعليه، يطالب سكان بن طلحة السلطات الوصية، بالتدخل قصد توسيع مكتب البريد وتحسينه، مع توفير السيولة المالية بالحجم الكافي، والزيادة في عدد الموظفين على الأقل أربعة مؤطرين للحد من حالة الاكتظاظ، للتكفل باحتياجات المواطنين وضمان خدمات أفضل لهم، وإنجاز مكتب بريدي آخر لتخفيف الضغط الممارس على المكتب الحالي، من جهة أخرى.