أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل العالمية يوم الخميس الفارط، عن تتويج الكاتبة الألمانية هرتا مولر بجائزة نوبل في الآداب لعام ,2009 خلفا للروائي الفرنسي جان ماري جوستاف لوكليزيو، وأوضحت الأكاديمية السويدية في حيثيات فوز مولر بالجائزة لقدرتها على تصوير ''حياة المحرومين''، لتحصد الجائزة المالية وقيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية، ما يعادل 1.4 مليون دولار· وجاء تتويج الألمانية مولر المولودة في رومانيا (56 عاما) بالجائزة بعد منافسة قوية مع الأديبة الأمريكية جوسي كارول أوتيس والجزائرية آسيا جبار والشاعر السوري أدونيس وعدد من الأسماء المرموقة في الأدب العالمي· وتوقفت الصحف الألمانية، الصادرة أمس، عند هذا الفوز، فكتبت صحيفة برلينر مورغن ''استقت هيرتا مولر من سيرتها الذاتية ما مكنها من تشكيل مادة خام لصياغة أعمالها الأدبية، كالتذكير بديكتاتورية تشاوسيسكو في رومانيا، وبصعوبة التأقلم مع الحياة في الغرب· وتبث أعمالها تجارب تاريخية للأقلية الألمانية في منطقة أوروبية، أي رومانيا، بقيت حتى اليوم على الهامش· لكن ما تعنيه مولر له طابع عالمي''. وعن الموضوع نفسه، كتبت صحيفة تاغس تسايتونغ ''تحصلت هيرتا مولر على نوبل كثالث أديبة تكتب باللغة الألمانية، فقد حصل على هذه الجائزة عام 1999 الأديب الألماني غونتر غراس وعام 2004 الأديبة النمساوية الفريدة يلينيك· لكن هذه الجائزة لم تمنح للأدب الألماني، بل لأدب يترجم الحقيقة التاريخية والذاكرة بلا مواربة إلى اللغة· وهناك واجب يقع على عاتق كل الذين يسعدون هنا في ألمانيا لحصول مولر على هذه الجائزة، ألا وهو البحث عن الأدب الذي لا نعرفه بعد بين طيات الكتب التي تتحدث عن الصراعات في زمننا المعاصر، والذي بقي غريبا علينا''. وحسب موقع ''نوبل'' الرسمي، فقد ولدت مولر في السابع عشر من أوت 1953 برومانيا، كانا والداها من الأقلية المتحدثة بالألمانية في رومانيا، وقد خدم والدها في كتائب الحماية المسلحة خلال الحرب العالمية الثانية، وخلال عام 1945 تم ترحيل العديد من الألمان الرومانيين إلى الإتحاد السوفيتي، وكانت والدة مولر ضمن الأشخاص الذين تم ترحيلهم، حيث قضت خمس سنوات تعمل بإحدى المعسكرات بأوكرانيا· درست مولر الأدب الروماني والألماني خلال الفترة من 1973 - 1976 وشاركت في رابطة للأدباء الشباب المتحدثين بالألمانية، وبعد أن أنهت دراستها عملت كمترجمة بمصنع للآلات، إلا أنها ما لبثت أن فصلت منه عندما رفضت أن تتعاون مع البوليس السري، وبعد فصلها تعرضت لبعض المضايقات الأمنية، ثم عملت كمدرسة لرياض الأطفال، بالإضافة لإعطائها دروسا للغة الألمانية· قدمت مولر مجموعة قصصية سنة 1982 خضعت للرقابة في رومانيا، ثم قدمت مولر عملا آخر باللغة الرومانية، ومن خلال هذا العمل قدمت مولر صورة لقرية صغيرة للمتحدثين بالألمانية وما بها من مظاهر للفساد والتعصب والقمع، وقد لاقى هذا العمل نقدا بالغا من الصحافة القومية الرومانية، بينما خارج رومانيا وخاصة الصحافة الألمانية نظرت لهذه الأعمال بإيجابية شديدة، نظراً لانتقاد مولر للديكتاتورية الرومانية، وقد منعت هذه الروايات من النشر في رومانيا. في عام 1987 هاجرت مولر مع زوجها الروائي ريشارد فاغنر إلى ألمانيا، وخلال الأعوام التالية ألقت مولر العديد من المحاضرات بالجامعات الألمانية وخارجها، وهي تعيش حالياً في برلين· وقد حصلت مولر على عضوية الأكاديمية الألمانية للكتابة والشعر عام ,1995 بالإضافة لعدد من المناصب الأخرى، في عام 1997 انسحبت من مركز القلم الألماني احتجاجاً على الاندماج مع فرع الجمهورية الديمقراطية الألمانية سابقاً، وفي جويلية 2008 بعثت مولر برسالة احتجاج مفتوحة لرئيس المركز الثقافي الروماني هوريا رومان باتابيفيتش نظراً للدعم الذي أعطاه عن طريق المؤسسة للمدارس الرومانية الألمانية الصيفية التي تضم إثنين من المخبرين السابقين للجهات الأمنية· ترجمت هيرتا مولر إلى 20 لغة، من أعمالها ''منحدرات'' ,1982 ''فبراير العاري القدمين'' ,1987 ''مسافرون على ساق واحدة'' ,1989 ''الشيطان يجلس في المرآة'' ,1991 ''الوطن هو ما ننطقه'' 2001 ،''الملك ينحني ويقتل'' ,2003 ''السادة الشاحبون وفناجين القهوة'' ,2005 ''اليوم ما كان لي أن ألتقي بنفسي'' 2007 و''أرجوحة النفس'' 2009 . وتعتبر مولر الكاتبة الثانية عشر في قائمة الفائزات بجائزة نوبل للآداب التي انطلقت سنة 1901 ·