باشرت، مصالح العدالة الفرنسية، التحقيق في قضية تهريب العملة الصعبة داخل توابيت الجزائريين المغتربين عند نقلها إلى الجزائر، وذلك إثر الشكوى التي أودعها الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وهي القضية التي تم اكتشفاها قبل تولي وحيد بوعبدالله المسؤولية على رأس الشركة، ما دفعه، في البداية، للقيام بحركة تحويلات مست عدد من مكاتب الشركة بالخارج، خاصة ببريطانيا وفرنسا· وقد تم اكتشاف بعض حالات تهريب العملة داخل توابيت الموتى منذ عام 2007، بعد أن اكتشف مواطنون أن التوابيت التي نقلت فيها جثث موتاهم قد تم فتحها ما جعلهم يرفعون شكاوى لدى مصالح المطار، غير أن هذه المصالح لم تول أهمية للقضية، فتقدمت بشكاوى لدى مصالح الأمن التي تمكنت من وضع يدها على عمليتين خلال شهر فيفري من 2007، وهي أموال هامة بالعملة الصعبة يتم إرسالها وتحويلها بطرق غير قانونية ومخالفة لقوانين الصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وهي الأموال التي يتم استعمالها في عمليات تبييض· وكانت مصالح الأنتربول في بعض دول أوروبا والمغرب العربي تلقت معلومات تفيد بأن شبكات التهريب الدولية إهتدت إلى طرق جديدة للتمويه في تمرير الممنوعات باستعمال توابيت أموات حقيقيين، وحتى أموات ليسوا سوى هويات على الورق، بتزوير وثائق الهوية، وهي جثث تنقل في توابيت مجهّزة بما يعرف ب "الزجاجة السحرية"، التي لا يمكن لأشعة أجهزة سكانير ثنائية الأبعاد اختراقها· وقد تمكن المهربون من استعمال هذه التوابيت في عدد من الدول لتمرير تحف أثرية نادرة وأموال بالعملة الصعبة، بينما تم استعمال توابيت بعض الأموات المُرَحّلة من دول أوروبية باتجاه الجزائر، في تهريب العملة والمخدرات الصلبة، على النحو الذي حدث العام الماضي بوهران، حيث حققت مصالح الأمن المختصة في تلك القضية، بناء على معلومات أفادت بأن بعض الأتراك قاموا بنقل جثة جزائري مغترب، وهرّبت داخل التابوت مبالغ مالية، قاربت الخمسين مليون دولار بغرض تبييضها في استثمارات وهمية في الجزائر·