دخل طرفا الأزمة في مصر في سباق محموم لحشد الجماهير للمشاركة في الاستفتاء على الدستور الذي ينطلق، اليوم السبت، ففيما أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني والقوى الثورية عن تنظيم تظاهرات في محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير، حيث يعتصم معارضو مرسي، أعلن ائتلاف القوى الإسلامية في مصر عن تنظيم مليونية باسم “نصر الشرعية" أمام مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر بمشاركة الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الجماعة الإسلامية إنها ستشارك في كل الفعاليات الخاصة بنصرة الشرعية وتأييد الرئيس المنتخب محمد مرسي، كما ستدعم الدستور بالتصويت بنعم وستكون هناك فعاليات لتوعية الجماهير بالاستفتاء على الدستور، والموافقة عليه. وبينما يتأهب المصريون للمشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور التي أحدثت انقساماً واسعاً في الشارع، بين مؤيد ورافض، دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الرئيس محمد مرسي للعمل على تحقيق “توافق وطني" فور انتهاء الاستفتاء على مشروع الدستور المثير للجدل. وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند المسؤولين السياسيين من كل الاتجاهات إلى أن يقولوا بوضوح لأنصارهم إن أي شكل من العنف خلال التصويت غير مقبول، داعية الشعب المصري الى بذل كل ما في وسعه لتفادي المواجهة. من جانبها، اتجهت القوى المعارضة، إلى تنفيذ حملات واسعة لحث المصريين بالتصويت ب لا، وذلك بعد تجاربها في الضغط من خلال المسيرات والاعتصامات. أما في الإسكندرية فقد أدت اشتباكات بين معارضي الرئيس مرسي ومؤيديه، أمس الجمعة، إلى وقوع 13 جريحاً، في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية. وأضاف شاهد عيان، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، أن الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء استخدمت في الاشتباكات التي تلت هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بعد أن دعا خطيب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي للتصويت بنعم على مشروع الدستور. وتابع قائلاً إن المعارضين أشعلوا النار في ثلاث سيارات ظناً منهم أنها استخدمت في نقل الحجارة والزجاجات الفارغة وأسلحة بيضاء. وكانت الاشتباكات التي بدأت بعد هجوم من خطيب الجمعة، المحلاوي، على المعارضين، ووصفهم بأنهم “ضللوا من جانب الإعلام"، تطورت إلى تراشق بالحجارة. إلى ذلك، لجأ المؤيدون إلى الاحتماء بالجامع، وتم إغلاق الأبواب منعاً لوصول الاشتباكات إليهم، بينما حاصر المعارضون أبواب الجامع، معلنين أنه تم احتجاز اثنين منهم داخل الجامع. وقال أحد مرافقي الشيخ المحلاوي، إن تلاميذ الشيخ تمكّنوا من حمايته وعزله في حجره منفصلة داخل الجامع لحمايته من الاشتباكات. ووصلت قوات الأمن بكثافة إلى أماكن الاشتباكات التي امتدت حتى طريق الكورنيش على ساحل البحر المتوسط.