دخل أستاذ بجامعة عبد الرحمان ميرة، ببجاية، في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أول أمس الإثنين، بكلية أبوداو، احتجاجا على رفض رئيس الجامعة الترخيص له للاستفادة من منحة الدكتوراه إلى رومانيا وتنديدا على “استخدام المنصب والنفوذ لفرض التسلط على الأساتذة". في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها بجامعة بجاية، قرر أستاذ الاقتصاد “بلاش يوغورطا"، أستاذ محاضر بكلية العلوم الاقتصادية والتسيير والتجارة بجامعة عبد الرحمان ميرة، الاحتجاج بطريقة سلمية تنديدا ب “الظلم" الذي يمارسه في حقه رئيس الجامعة والإدارة والدخول في إضراب مفتوح عن الطعام للتعبير عن سخطه وغضبه مما وصفه ب “الحقرة". وجاء في نص البيان الذي أصدره، وتحصلت “الجزائر نيوز" على نسخة منه، أنه ترشح للحصول على منحة دراسة الدكتوراه في الخارج في إطار البرنامج العلمي “EUGEN IONESCU “ للسنة الدراسية 2012 - 2013 على مستوى الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، مشيرا إلى أن جامعة بجاية تربطها علاقة شراكة وتبادل علمي مع الوكالة العلمية المذكورة، وأكد أن مسؤولي الوكالة اتصلوا به يوم 19 من الشهر الجاري وأخبروه بأنه حصل على منحة دراسية، وحددوا له يوم 21 ديسمبر آخر أجل لتقديم ملفه كاملا. وكشف الأستاذ المضرب عن الطعام، أن الملف يتضمن وثيقة التزام يجب أن يصادق عليها من طرف رئيس جامعة عبد الرحمان ميرة، للترخيص له بالاستفادة من هذه المنحة، لذلك يؤكد المعني أنه تقدم يوم الخميس المنصرم إلى إدارة رئاسة الجامعة وسلم ملفه كاملا إلى رئيس الجامعة عن طريق نائب رئيس الجامعة المكلف بالعلاقات الخارجية “أخبرتهم بأن الملف مستعجل ولا يجب تضييع الوقت، لأن الوقت المحدد ضيق جدا"، لكنه تفاجأ بعد استلام ملفه يوم الأحد المنصرم، أنه لم يتم المصادقة عليه ورفض رئيس الجامعة والإدارة الإمضاء على الوثيقة والترخيص له للاستفادة من المنح الدراسية. وجاء في بيان الأستاذ المحتج، أن رئيس الجامعة تحجج بأن المجلس العلمي لكلية العلوم الاقتصادية هو من يخول له القانون النظر في طلب الأستاذ والترخيص للأساتذة بالاستفادة من المنح الدراسية في الخارج والترخيص لهم بالغيابات عن الكلية، وهو الأمر الذي اعتبره الأستاذ بلاش يوغورطا محاولة لحرمانه من الاستفادة من منحة دراسية في الخارج رغم أن الأمر يتعلق بالدكتوراه، وأكد أن إحالة الملف على المجلس العلمي للكلية يتطلب وقتا و«الوكالة الجامعية الفرنكوفونية طالبت بتسليم الملف قبل 21 ديسمبر، وهذا يهدد بإلغاء المنحة الدراسية"، مضيفا إن مثل هذه الملفات لا تتطلب إحالتها على المجلس العلمي للكلية، وأنه سبق وتحصل على رخصة من طرف إدارة الكلية تسمح له بالتسجيل والترشح للاستفادة من هذه المنحة الدراسية “الأمر يتعلق باستخدام السلطة ومحاولة متعمدة لحرماني من هذه الفرصة". وفي توضيحه عن سبب دخوله في إضراب عام مفتوح عن الطعام، فسر الأستاذ بلاش يوغورطا أن الوقت لا يسمح له بمتابعة الإجراءات التنظيمية والقانونية لمراسلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي أو رفع دعوى قضائية “وجدت نفسي مضطرا للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام والبقاء بكلية أبوداو ابتداء من يوم الإثنين وإلى غاية تسوية وضعيتي". من جهتهم، عبر أساتذة كلية العلوم الاقتصادية والتسيير والتجارة، بجامعة عبد الرحمان ميرة، عن تضامنهم الكلي والمطلق مع زميلهم المضرب عن الطعام، حيث سارعوا إلى تشكيل “لجنة مساندة" للدفاع عنه، واصفين قرار رئيس الجامعة ب “التعسفي"، وأكدوا أن “هذه حالة خطيرة جدا يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير منتظرة"، وحمّلوا رئيس الجامعة والإدارة مسؤولية ما سيحدث من خطر على صحة الأستاذ المحتج أو في حالة إلغاء المنحة، وطالبوا منه التراجع عن قراره والإسراع في الإمضاء والمصادقة على وثيقة الترخيص قبل إلغاء المنحة.