أحدثت إصابة 13 شخصا بعيادة “أمينة" بالشفة ولاية البليدة، بمرض “التهاب السحايا" ما يشبه حالة الطوارئ لدى الأوساط الطبية والمرضى الذين كان لهم مرور بهذه المؤسسة الاستشفائية الخاصة التي تم إغلاقها “وقائيا" من أجل تطهيرها، ومعرفة أسباب ظهور هذا المرض الذي يصيب الأغشية الدماغية المغلفة للدماغ والحبل الشوكي، وهو المرض الذي قد يؤدي أيضا إلى الوفاة إذا لم يعالج بالمضادات الحيوية في حينه، مثلما حدث مع مصابين اثنين - أحدهما طفل - كما أنه قد يؤدي إلى الإعاقة مثلما حدث مع امرأة مصابة كانت تعالج في ذات العيادة الخاصة. لقد حدث ذلك منذ أيام، وإلى حد الآن لم يتم معرفة الأسباب المباشرة لوقوع هذه الحالات على وجه الدقة، رغم أن مصادر عليمة قالت ل “الجزائر نيوز"، إن أسباب هذا المرض تعود عموما إلى ظروف النظافة. وعند الحديث عن هذه المسألة، فإن الباحث بمخبر الوقاية والأرغونوميا عميار علي يؤكد أن ثقافة الأطباء والممرضين في الالتزام بشروط النظافة عندنا شبه منعدمة وأنه على “الوزارة معاقبتهم" بسبب ذلك، مضيفا بأن دراسة ميدانية شملت أكبر المستشفيات بالعاصمة تبين من خلالها أن 25 بالمائة من هؤلاء الممرضين والأطباء لا يقومون بغسل أياديهم بعد الخروج من المرحاض أو ملامسة الأشياء. ولم يحدث أن تعاملت السلطات الصحية في البليدة مع وضع بهذه الخطورة على اعتبار أنه سجلت 13 حالة مرض في ظرف 15 يوما، وفق الدكتور محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية ورئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، ويبدو الوضع من هذه الناحية منذرا بخطورة أكبر عندما يقول ذات المتحدث إن “العدد مرشح للإرتفاع بالنظر للعدد الكبير من المرضى الذين استفادوا من العلاج في هذه العيادة الخاصة". ورغم أن بعض المختصين الذين تحدثت إليهم “الجزائر نيوز" يؤكدون أن مثل هذه الأمراض المتنقلة في المؤسسات الاستشفائية تحدث في أحسن مستشفيات العالم، إلا أنهم بالمقابل يؤكدون أن ذلك لم يرقَ إلى مستوى ما حدث في العيادة الخاصة “أمينة" بالبليدة، وفي الوقت الذي يشيرون فيه إلى كون مثل هذه الأمراض لا تحدث في العيادات الخاصة فقط ولكن أيضا في المستشفيات العمومية، فإنهم يؤكدون في نفس الوقت أن مسؤولية هذه الحوادث مشتركة بين عدة أطرف، لكن “القسط الأكبر من المسؤولية" تتحمّله السلطات الصحية المركزية والولائية “لكونهم لا يراقبون المستشفيات والعيادات" فضلا عن مسؤولي مختلف المؤسسات الاستشفائية.