انتقد أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم بشدة عدم استشارة السلطات الطبقة السياسية بشأن فتح المجال الجوي للمقاتلات الفرنسية، معيبا على السلطات عدم تقديم المعلومات الخاصة بالهجوم الإرهابي على حقل الغاز بعين أمناس، واصفا خرجة الوزير الأول الإعلامية، أمس، بالمتأخرة، الأمر الذي قال عنه رئيس الحزب، سيشكل محور نقاش الندوة السياسية التي سيعقدها 14 حزبا، غدا صباحا، بمقر حمس. من جهة أخرى، لم يتوان أبو جرة في توجيه عبارات التحية والعرفان بمجهودات قوات الجيش الوطني الشعبي التي نجحت في إنهاء الهجوم الإرهابي دون وقوع خسائر كبيرة ومن غير تدخل أجنبي، محملا في ندوته الصحفية التي نشطها أمس، بمقر الحزب، فرنسا مسؤولية الاعتداء الإرهابي على القاعدة الغازية بجنوبنا. وعاد مسؤول حمس لاتهام السلطات بانتهاجها سياسة غامضة في تعاملها مع القضايا التي لها صلة بمصير الشعب، مطالبا القائمين عليها بضرورة تقديم توضيحات بشأن تغيير موقفها من الحرب على مالي، باعتبارها كانت من المدافعين عن الحل السياسي الشامل، لكن اليوم نراها -يقول المتحدث- تعمل ضد ما دافعت عنه طيلة الأزمة وقبلت باستعمال أجوائنا. وفي تحليله للوضع السياسي للبلاد، قال المتحدث إن الجزائر مازالت تعاني من مشكلة ثقافة سياسية غامضة ليست متفتحة، لا تقبل حتى بالأحزاب السياسية ولا بمشاركة المعارضة. واعتبر رئيس حمس خرجة الوزير الأول الإعلامية بشأن أحداث عين أمناس متأخرة، إذ كان يجدر به - حسب أبو جرة- أن تكون في الساعات الأولى من الهجوم واصفا إياها بالميتة لأنها جاءت بعد تصريحات كل من فرنسا وأمريكا وإيطاليا ودول أخرى كثيرة خرجت عن صمتها حول الأحداث. وإن كانت كلمة مسؤول الحزب لم تخرج عن نطاق الانتقاد والعتاب على السلطة لتغييبها الطبقة السياسية خلال الأحداث الأخيرة، إلا أنه في نفس الوقت أبدى تراجعا في تشديد لهجته عندما عاد للتأكيد على أن الأمر يتعلق بالمؤسسات النفطية والغازية، فلا مجال للعب بها ولا مجال للحديث عن السياسة فيها ولا حتى لمناقشتها لأن الأزمة في وقتها كانت تستدعي التدخل السريع والحسم في أوانه عن طريق التدخل العسكري، والقوة لا يمكن مقابلتها إلا بالقوة. وقال سلطاني إنه يرفض أن تقترح أو تملي علينا أي دولة أو جهة طريقة محاربتنا للإرهاب لأن جيشنا لديه من الخبرة والاحترافية، ما يؤهله للتصدي لأي اعتداء إرهابي حتى وإن كانت الجهة المقترحة تمتلك الوسائل التكنولوجية الكافية.