يناشد محمد زريقي السلطات الجزائرية، وعلى رأسها وزارتي التضامن والجالية بالخارج والشؤون الخارجية، من أجل إنقاذ حياته التي تفلت منه يوما بعد يوم، وهو متواجد بمركز إعانة المعوقين جسديا بمدينة فرول الواقعة بإقليم لاكورونيا شمال إسبانيا منذ عام .2005 ويضيف في اتصاله ب ''الجزائر نيوز'' بأنه فقد الأمل، كما فقده مئات الجزائريين من المهاجرين خارج الوطن، كما أنه يعاني ظروفا قاسية يصفها بالعنصرية، خاصة بعد أن أصيب بإعاقة حركية منذ عام 1998, وحالته الحقيقية في الوقت الراهن هي حالة المعوق المحتجز، حسب ما أكدته بشكل غير مباشر مسؤولة الشؤون الإجتماعية للمركز، في اتصال بها للإستفسار عن القضية الغريبة لهذا المهاجر الجزائري· خلفيات حالة محمد زريقي تعود إلى يوم 3 أفريل عام 1998، عندما تعرض إلى حادث أدى إلى إصابته بإعاقة جسدية، ليقضي بعد ذلك نحو 5 أعوام بمستشفى غريغوريو مارانيون، الذي يعد من أكبر مستشفيات العاصمة مدريد، حيث أخذت حالته تتحسن، غير أنه نقل بعد ذلك إلى مركز إعانة المعوقين حركيا بمدينة فرول شمال إسبانيا، الذي يعتبر من بين ال 6 مراكز المتواجدة في إسبانيا المختصة في حالات إعاقة خطيرة، من بينها حالة محمد الذي شلّت رجلاه ويتنقل منذ نحو 12 سنة بواسطة كرسي متحرك· ويقول محمد زريقي في رسالة بعثها إلى ''الجزائر نيوز'' بأن الأمر لا يتعلق اليوم بقضية طلب قدمه من أجل تحويله من مركز فرول إلى أحد مراكز العاصمة مدريد، حيث تتواجد عائلته وأبناء الجالية الجزائرية، بقدر ما تتعلق قضيته اليوم بإهانة مهاجر جزائري أمام صمت السلطات المعنية بالأمر، التي سبق له أن راسلها عبر قنوات غير رسمية من أجل مساعدته على الخروج من المأساة التي تقضي على حياته يوما بعد يوم، خاصة خلال الأعوام الأخيرة التي قضاها بهذا المركز، حيث يتلقى، كما ذكر في رسالته، إهانة وعنصرية دفعتاه إلى الإصابة بتوتر عصبي نتيجة الضغط، بالإضافة إلى تعرضه إلى تقيح عضلي على مستوى الكلى قبل فترة، كاد أن يودي بحياته بسبب تماطل طبيب المركز والجهات المعنية في إسعافه، مما أدى به إلى البقاء في الفراش لفترة طويلة، ولم تُتح له الفرصة لتقديم شكوى لدى العدالة لأنه أجنبي حسب ما يقول· ويضيف بأن إدارة المركز رفضت قبول طلب تحويله إلى أحد مراكز العاصمة مدريد لإبقائه مهمشا في هذا المركز، حيث يقضي معظم وقته ممددا في فراشه، لأن الإدارة ترفض إشراكه في أي نشاط يقوم به القاطنون في المركز من المعوقين، وهذا ما يصفه المتحدث بالعنصرية· اتصلنا ب ''مريا بيل دالسويلو''، مسؤولة الشؤون الإجتماعية بمركز فرول للإستفسار عن أمر هذا المهاجر الجزائري، ولماذا لم يقبل طلب تحويله إلى مدريد، وعن أسلوب التعامل معه، فأجابت بأن الطلب لن يقبل إلى غاية أن تصفى قضيته، سألناها عن توضيح، فقالت بأن العدالة لم تفصل بعد في قضية اعتدائه بالضرب ضد ممرضة عاملة بالمركز، وقد أكدت المسؤولة بأنه لن يخرج حتى يفصل في القضية على مستوى العدالة، أي بمعنى، أنه يمثل أول حالة لجزائري مهاجر محتجز داخل مركز للمعوقين خارج الوطن، في الوقت الذي يقول فيه محمد زريقي بأنه لم يعتدِ على أية ممرضة وكيف له أن يقوم بذلك وهو معوق حركيا؟!، ويؤكد في حديثه بأن الأمر لم يخرج عن نطاق مناوشة كلامية بينه وبين الممرضة أدت بهذه الأخيرة إلى رفع قضية ضده، وهو لا يفقد الأمل في تدخل الجهات الرسمية الجزائرية من أجل مساعدته في حل أزمته، وإعادة الإعتبار له كمهاجر جزائري متواجد في إسبانيا·