قيل أن أويحيى أخذ قشه وفرشه وعفشه وهرب من البلد، وقيل أيضا أن هناك من رآه يخرج من المطار مع زوجته وأبنائه واشتموا في خرجته هذه رائحة “عدم العودة" إلى هذا البلد، الذي أخذه لحما ورماه عظما. لا أدري لماذا كلما جاء اسم الرجل في كلام الكواليس، يشار إليه بأنه “قرنيط وواعر" وغيرها من المصطلحات القوية، والتي تبين أن رجلا مثله لا يمكن أن يخرج دون رجعة خاصة أننا ألفنا رجعته بعد كل خروج!. أويحيى، هذا الذي يكون قد هرب فعلا -كما قيل- لم يتكلم حرفا منذ أن استقال من حزبه ولم يرٌدّ يوما على نورية حفصي، التي “مرمدته" مثلما “تمرمد" الضرائر بعضهن عندما يتخاصمن على ليلة الأنس مع ذكرهن. وكثيرا ما سمعنا أيضا أثناء تواجده بالحكومة أنه من سيكون الرئيس القادم للجزائر، الذي يتم بتحضيره وتقديمه للشعب على أنه رجل المرحلة على شاكلة ما حدث مع بن فليس، الذي غُرّر به و بقي لآخر لحظة يحلم أنه “المعلّم" الجديد للمرادية حتى “طاح المخبط" على رأسه وعاد إلى بلدته مغضوبا عليه، وصار اسمه مشبوها مثل تجار المخدرات والحشيش والهيروين. هل يا ترى هرب أويحيى لأنه خاف أن يغضبوا عليه مثلما فعلوا مع بن فليس على الرغم من عدم إفصاحه على أطماعه في “التمعليم" على الجزائر؟، أم أنه فهم أن الدومينو مغلق عليه وعلى كل من تسول له نفسه أو يوسوس له شيطانه بأنه سيخلف بوتفليقة، لذلك فضل الخارج على أن يعود إلى قرية آث بوعدنان؟!.