بعد الهدوء الذي شهده الدخول الاجتماعي 2012 / 2013 وتأجيل معظم النقابات لحركتها الاحتجاجية وانتظار ما تمخضت عنه الانتخابات التشريعية ثم المحلية، وما تبعه من تعديل وزاري، مس في الجوهر القطاعات الحساسة المعنية بكثرة الاضطرابات والإضرابات، ها هي الحركات الاحتجاجية تعود من جديد وبقوة في ذات القطاعات، على ذكر التربية بتعدد نقاباتها والصحة والبلديات والمالية والبريد، أضف الى ذلك قطاعات أخرى تلوح بالإضراب مثل التعليم العالي والغابات والحرس البلدي.. الشباب البطال هو الآخر لم يكن خارج الإطار، وبدأ في إعداد العدة والتحضير لاحتجاجات لكن هذه المرة ليس في الجنوب ولكن في الشمال، حيث شرعت اللجنة الوطنية للدفاع عن البطالين في نسج خيوط التضامن مع شبان العديد من الولايات الشمالية، الذين سبق أن تضامنوا مع إخوانهم في الجنوب ودعموا مطالبهم، وساهموا في تحريك الحكومة التي سنت العديد من القرارات التي من شأنها التخفيف من معاناتهم. وتواصل لجنة الدفاع عن حقوق البطالين تحضيراتها للوقفة المزمع تنظيمها في غرداية بتاريخ13 أفريل المقبل، بينما يتم التنسيق لتحضير وقفات أخرى في كل من الجلفة، تيزي وزو، باتنة، قسنطينةوالجزائر العاصمة، التي عيّن فيها مؤخرا طارق معمري كمنسق للدفاع عن حقوق البطالين في العاصمة. كما كشفت مصادر من اللجنة أن الاتفاق على تنظيم الوقفات المذكورة سالفا سيتم الفصل في تواريخه عن قريب، مع إمكانية إقامة احتجاج وطني بالعاصمة إذا لم ترق حلول الحكومة إلى تطلعات الشباب البطال. العديد من الأحزاب السياسية علقت على الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة في الجنوب، واعتبرتها حلولا ترقيعية لا ترقى لمعالجة أصل المشكل من جذوره، ما يجعل الحكومة - حسب الكثير من الأحزاب السياسية - تلعب دور الإطفائي الذي لا يتحرك لسن الاجراءات إلا بعد اشتعال النيران. فحزب العمال، على لسان أمينته العامة، أكدت في العديد من خرجاتها أن إجراءات الحكومة هي حلول ترقيعية ولا ترقى إلى أن تكون حلولا جذرية لمشاكل الشباب. كما أشار يوسف تعزيبت من ذات الحزب إلى أن الاحتجاجات التي اندلعت في الجنوب لها أبعاد وطنية، لذلك فلا مناص أن تقوم في الشمال. واعتبر أن الاحتجاجات والإضرابات تمس حاليا كامل التراب الوطني. أما رئيس حركة النهضة، فاتح ربيعي، فدعا إلى فتح نقاش جدي وعدم الاكتفاء بالحلول الترقيعية التي لا تنتج - حسبه - إلا المزيد من التوترات، وذكر ربيعي أن الأسبقية لاحتجاجات الجنوب كانت في الشمال، ووصف الحكومة بالتعامل مع مشاكل الجزائريين بانتقائية وبردود أفعال غير مؤسسة. من جهته، يرى جمال بن عبد السلام، أن تعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال بخصوص التوظيف في الجنوب بالقنبلة الموقوتة، وطالب رئيس حزب الجزائرالجديدة بضرورة فتح حوار وطني لإنهاء الوضع المتعفن. أما الأفلان فاعتبر قاسة عيسى ما يقع من احتجاجات لشبان الجنوب جزء من الاحتجاجات الموجودة في كامل التراب الوطني، وأرجعها إلى الوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها كل الجزائريين، ودعا الناطق الرسمي للأفلان للتعجيل بالتكفل بالشبان خريج الجامعة الذي وصلت البطالة في صفوفه إلى نسبة 25 بالمائة.