إذا صدقنا تصريحات وكيل أعمال اللاعب الجزائري إسحاق بلفوضيل الذي يستعد لمغادرة ناديه بارما باتجاه إنتر ميلانو، فقد أعطى هذا اللاعب موافقته للالتحاق بالمنتخب الوطني بعد أن تردد في الأشهر الأخيرة رغم إلحاح الفاف والمدرب الوطني حليلوزيتش على ضمه إلى النخبة الوطنية لكن بدون جدوى، وهو ما أعطى الانطباع لدى الرأي العام الكروي الجزائري أنه لا يريد تقمص الألوان الوطنية، والنتيجة كانت أن شطب من حسابات القائمين على شؤون كرتنا، وبقدر ما شكل خبر قبول بلفوضيل اللعب للجزائر واستعداده لتلبية أي دعوة تصله من الناخب الوطني مستقبلا مفاجأة ربما تكون سارة بالنسبة للبعض ولا حدثا بالنسبة للبعض الآخر، فإن الاستفهام الذي سيبقى مطروحا هو لماذا قرر بلفوضيل في هذا الظرف بالذات الكشف عن نواياه علانية للانضمام إلى الخضر دون سابق إنذار، وهذا بعد مرحلة التماطل وعدم الاستجابة للدعوات التي وجهت له مباشرة بعد تسوية ملفه من طرف الفاف. الثابت أن إعلان بلفوضيل عن رغبته الجامحة في تقمص الألوان الوطنية ليس بريئا ولم يأت صدفة أو أملاه تعلقه بالوطن الأم، بقدر ما يخفي أغراضا شخصية تجد مبرراتها في رغبة اللاعب المشاركة في المونديال القادم بعد أن أصبح الخضر قاب قوسين أو أدنى من بلوغه بعد تأهلهم إلى الدور الأخير، حيث لم يبق يفصلهم عن العرس العالمي سوى 180 دقيقة وهو ما يعتبر فرصة لهذا اللاعب للتواجد مع الخضر في التظاهرة العالمية التي تبقى حلم كل لاعب. ولعل هذه الحلقة الجديدة في المسلسل الطويل لهذا اللاعب تذكرنا بالتصريحات التي أدلى بها بعض المحترفين الذين أعلنوا عن انسحابهم من صفوف المنتخب الوطني عقب مجيء المدرب حليوزيتش ويتعلق الأمر بعنتر يحيى، نذير بلحاج وكريم مطمور، قبل أن يغيروا من مواقفهم ويجددوا رغبتهم في مواصلة المشوار مع الخضر، وهو ما لم يكتب لهم بعد أن أدار المدرب ظهره لهم من خلال تأكيده على أن اللاعب الذي فضل الانسحاب لا يمكنه العودة ثانية إلى التشكيلة الوطنية. ولسنا ندري هل سيتعامل المدرب مع الموقف الجديد لبلفوضيل بنفس القناعة والحزم والاحترافية أم سيرضخ لطموح اللاعب الذي غاب عن رحلة المنتخب في التصفيات التأهيلية وأراد أن يستفيد من الثمار التي قطفها غيره.