دعا علي يحيى عبد النور، الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى مؤتمر استثنائي بسبب "الفتور والشلل الذي أصاب الرابطة". داعيا الرئيس الحالي نورالدين بن اسعد إلى "فتح الحوار ومناقشة كل الملفات الشائكة بحكمة وتبصر من أجل دمقرطة الرابطة". بينما فتح النار علنا على الرئيس السابق مصطفى بوشاشي، متهما إياه ب"إدارة الرابطة بذهنية ملكية عائلية، وأنه لا يناسب مناضل حقوق الإنسان أن يكون في النظام بل في مواجهته". حرر علي يحيى عبد النور رسالة وجهها لرئيس الرابطة الحالي نور الدين بن إسعد، فضل أن يرسلها عبر الإعلام، لجعلها في متناول الرأي العام ككل، وليس حكرا فقط على مناضلي رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان. الرسالة عبارة عن نظرة تحليلية، تشخص بدقة الأوضاع التي توجد عليها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، وصف عميد الحقوقيين في الجزائر، التينظيم الذي يرأسه شرفيا بأنه "خامل ومشلول". وأوضح علي يحيى عبد النور أنه كتب الرسالة بعد عدة لقاءات مع مناضلي وأعضاء الهيئة التنفيذية والرئيس نور الدين بن اسعد، حيث دعا هذا الأخير إلى "فتح الحوار ومواجهة كل المشاكل والملفات الشائكة بشجاعة". موضحا أن هناك "خلافات عميقة بين الرئيس بن اسعد وأعضاء من الهيئة التنفيذية، وصلت حد المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي يعيد الرابطة إلى مسارها الصحيح". وأوضح علي يحيى عبد النور أنه من بين الدوافع التي حملت البعض على المطالبة بمؤتمر استثنائي هو "اختلاس أموال". لكن الرئيس الشرفي كان قد اقترح خلال سلسلة اللقاءات التي جمعته ببعض قيادات الرابطة، أن "يتم حل الخلافات بتعقل من خلال بحثها في الاجتماعات الدورية". لكن في نهاية الرسالة بدا علي يحيى عبد النور مقتنعا بضرورة الذهاب نحو مؤتمر استثنائي بعد فشل المحاولات المتكررة لمناقشة الخلافات والملفات العالقة خلال اجتماعات الهيئة التنفيذية. وحذّر علي يحيى عبد النور، نور الدين بن اسعد، الرئيس الحالي للرابطة، من مغبة تتبع الخطوات ذاتها التي انتهجها سلفه مصطفى بوشاشي. وقال كبير المناضلين الحقوقيين إن مصطفى بوشاشي "كان رئيس رابطة حقوق الإنسان الوحيد الذي قام بتعيين أعضاء الهيئة التنفيذية بدل انتخابه ديمقراطيا من طرفهم". متهما إياه بأنه سيّر الرابطة بذهنية "الملكية العائلية". وأضاف "إن مناضل حقوق الانسان الجدير بهذا الوصف يُفترض أن يكون مواجها للنظام وليس مشاركا فيه"، في إشارة واضحة أن الرئيس علي يحيى عبد النور غير راض عن انضمام مصطفى بوشاشي إلى نزلاء مبنى زيغود يوسف. وعاد علي يحيى عبد النور في رسالته إلى تشخيص الوضع، بقوله إن "هناك شعورا بالخوف داخل الرابطة من التغيير والعمل البيداغوجي لإنهاء حالة الشلل". داعيا إلى لقاء فوري بين أعضاء الهيئة التنفيذية لإنهاء الخلافات.