الإمام الزمخشري علم من أعلام الأمة ومن أبرز علماء التفسير ورئيس اللغويين، وكان موسوعيا في علمه، متعددا في مصنفاته فهو فقيه وأصولي ومحدث ومفسر وشاعر، ولد أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري الملقب ب "جار الله" بزمخشر إحدى قرى خوارزم في 27 رجب سنة 467ه 1074م، ونشأ في بيت علم ودين، فأبوه الإمام المشهود له بالتقدم في الفقه والأصول بزمخشر وكانت أمه ورعة تقية. درس على أكابر ومشاهير علماء بلده الفقه والحديث والكلام والتفسير وغيرها من علوم الشريعة وعلوم العربية، ورحل إلى بخارى طلبا "للمزيد من العلم والأخذ عن علمائها وفي طريقه سقط من دابته فانكسرت ساقه واضطر إلى بترها واتخذ ساقا من خشب وتتلمذ على محمد بن جرير الضبي الأصفهاني النحوي المعتزلي، وأراد استكمال تحصيله العلمي فرحل إلى خراسان وأصفهان وبغداد وفيها لزم الإمام الدامغاني الفقيه الحنفي، وأخذ عن نصر بن البطر والشريف ابن الشجري، وسافر إلى مكة وجاور بها زمانا، فلقب بجار الله وخلال إقامته بها لقي رعاية من الأمير علي بن عيسى بن وهاس العلوي الزيدي، ودرس كتاب سيبويه، وطاف أنحاء الجزيرة واليمن، ثم رحل عن مكة إلى وطنه فمكث زمنا، ثم عاد إلى مكة وفي جواره الثاني نشط لتصنيف تفسيره للقرآن الشهير "الكشاف" ثم عاد إلى بلده خوارزم وشهرته قد ملأت الآفاق والطلاب يفدون عليه من كل صوب وحدب يأخذون عنه ولمكانته العلمية الجليلة أطلقوا عليه لقب "فخر خوارزم". كانت حياته موزعة بين طلب العلم والإقراء والتأليف، وبلغ إنتاجه العلمي نحو خمسين مؤلفا في العلوم الدينية واللغوية والنحوية والأدبية والبلاغية وغيرها، ومن مصنفاته "المحاجاة بالمسائل النحوية"، و«المفرد والمركب في العربية"، "الفائق في تفسير غريب الحديث"، "أساس البلاغة"، "المفصل في النحو"، "رؤوس المسائل في الفقه" وغيرها. توفي - رحمه الله - ليلة عرفة سنة 538ه/1144م بجرجانية خوارزم. وفيما يلي باقة من أشهر أقواله: -ابتسامك لقبيح أدل على مروءتك من إعجابك بجميل. - من زرع الإحن حصد المحن. - كثرة المَقالة عثرة غير مُقالة. - البراطيل تنصر الأباطيل. - لا ترضى لمجالستك إلا أهل مجانستك. - عند انسداد الفُرج تبدو مطالع الفَرج.