توفيت على الساعة الخامسة والنصف من شهر نوفمبر، جاء إليّ عزرائيل، نظر إلي وقال هيا اركب، فركبت معه وأخذني إلى هناك، وفي الطريق أخبرني أنه عزرائيل جاء لينقلني من الدار الدنيا إلى عالم الآخرة، وشعرت بالسرور عندما شعرت أنه يخاطبني باحترام ومحبة، وطمعت في عقد صداقة معه طيلة الطريق إلى الآخرة.. ومن الأعلى رحت أنظر إلى كل من أحبوني وكرهوني وهم يعلقون على موتي.. وعجبت من البعض الذي كنت أظن أنه لا يحبني فوجدته يعطف علي ويكبر في المواقف التي اتخذتها في الدنيا.. نزلت بعض وقت بدا لي وجيزا، لكن في الحقيقة كان وقتا يقدر بعشرات السنين حسب المقياس الدنيوي، فتح باب كبير وبرز منه شخص عملاق، لم أسأله عن هويته، لكنه تحدث إلى عزرائيل بعض اللحظات ثم نظر إلي وأمر بالتقدم نحو اليسار، ووجدتني ألبس ثوبا أبيض، ناصع البياض، وتساءلت بيني وبين نفسي هل أنا في النار أم في الجنة أم ما بين النار والجنة؟ وعندئذ سمعت صوتا مدويا لكن عميقا يقول.. أنت هنا بين أيدي الرحمن، لكن وقت حسابك لم يحن.. فتجول وتنقل مثلما شئت، في الجحيم والجنة وما بينهما، أنت حر، حر، حر، وعندها قلت بالفرنسية vive la liberté..