وبينما كان مالك بن نبي والإبراهيمي يغرفان الطاس في واد الخمرة المعتقة حتى اقتربتُ منهما، وما إن رآني الإبراهيمي حتى سألني من أين جئت أيها الغلام؟ فأجبت قائلا.. أنا لست بغلام، أنا مواطن قادم من الجزائر. فقهقه الإبراهيمي ثم نظر إليّ مبحلقا وكأنه لأول مرة يسمع ببلد اسمه الجزائر، وعلق ساخرا.. الجزائر يا لطيف، فقلت أأنت تقول هذا يا شيخ؟!، فرد.. لا أحب بلدكم وذكرياتي القديمة عنه محزنة ومريرة. وما إن راح يتمادى في كلامه الجارح حتى جاء الشاعر محمد العيد آل خليفة وهو يقرأ كالطفل بصوت عال قصيدة جديدة ألفها هناك، وكانت إشادة بجزائر الشهداء، فابتسم الإبراهيمي وخاطب زميله مالك بن نبي، قائلا.. المسكين لازال يؤمن بجزائر الشهداء. وعندئذ رد مالك بن نبي.. اتركونا يا جماعة من الدنيا ودعونا نتمتع بحياتنا الجديدة، حياة الخمرة المعتقة والغلمان والحوريات.