بينما أنا أدردش مع يوسف سبتي الذي روى لي قصة اغتياله، رأيت شيخا يمر بالقرب منا وهو يحمل طاسا فيه عسل، يسلم يمينا ويسارا على من يمر بهم، ولما اقترب منا، عرفته من أول وهلة، فقلت ليوسف، هل عرفت الرجل؟! فقال يوسف لا أريد أن أتعرف على أحد يا أخي، أنا سعيد هنا بوحدتي، فقلت لكنه الروائي المصري الكبير صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ وعندما سمعني هذا الأخير وأنا ألفظ اسمه، نظر إلي والابتسامة تعلو شفتيه، فدعوته أن يشاركنا الجلسة، لكنه اعتذر وقال إنه على موعد مع كاتب ابن بلده، فقلت له ستلتقي بيوسف إدريس، لكنه أجابني لا، فيوسف إدريس قيل لي إنه في جهنم، فقلت متعجبا، في جنهم، لكنه رجل طيب وأفنى عمره في سبيل الأدب والإنسان وعندئذ نهرني صوت فعرفت أنه الصوت الذي يراقبنا لكي لا نسقط من جديد في فخ الشيطان، فاستغفرت الله، وقلت لنجيب، انتظرني يا نجيب أريد أن أبادلك الحديث قليلا، فنظر إلي نجيب مرحبا ودعاني لمشاطرته السير نحو موعده المحدد..