اعترف جميع من حضروا اجتماع دورة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، المرخص لها من قبل الداخلية بعقدها بالأوراسي الخميس الماضي، بسرعة انتهاء وتيرة الأشغال. فلأول مرة تستغرق دورة اللجنة المركزية للحزب العتيد ساعة من الزمن لتعلن عن الاسم الجديد على رأس الأمانة العامة للأفلان.. بعد أزمة عمرت ثمانية أشهر. خلص اجتماع دورة اللجنة المركزية الذي دام حوالي الساعة إلى تزكية - كما كان متوقعا - رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمارسعيداني، أمينا عاما للحزب خلفا لعبد العزيز بلخادم، الذي غاب عن الاجتماع لكنه حرص على التصويت لصالح خليفته بالوكالة، وذلك رغم قرار مجلس الدولة الذي صدر عشية انعقاد الدورة، والذي يقضي بتوقيف العمل بالرخصة، أي توقيف الدورة إلى أجل غير محدد. وهو القرار الذي وقع كالصاعقة على جماعة سعيداني وبومهدي، وكان ذلك باديا على وجوههم صبيحة موعد الدورة، حيث كان الكل في حالة ترقب لصدور قرار المحكمة الإدارية للرد على العريضة التي تقدم بها بومهدي واثنان من أعضاء اللجنة المركزية للطعن في قرار مجلس الدولة. وقبل بدء الأشغال رفض أغلب المسؤولين الذين حضروا إلى الأوراسي الإدلاء بتصريحات صحفية، في مقدمتهم أحمد بومهدي الذي التحق بالقاعة المخصصة لدورة الأوراسي في حدود الساعة العاشرة. عمار سعيداني كان من بين الأوائل الذين تنقلوا إلى الفندق، وتلاه بعدها وزيرالعمل الطيب لوح. وبعد لحظات من وصول وزير العمل حتى بدأت القاعة تعرف حركة غير عادية، حيث فتحت باب القاعة التي احتصنت الاشغال، ووقتها صرح سعيداني أن الأشغال ستبدأ بعد ساعة في انتظار حضور بقية الاعضاء، معلنا أن الغرفة الإدارية رخصت بعقد الدورة. ومع إعلان سعيداني بدأ عدد الحضور في الارتفاع، حيث وصل في غضون نصف ساعة إلى 238 عضو. وعند بداية الأشغال، أي في حدود الساعة الحادية عشر ونصف، ارتفع العدد إلى 264 عضو، من بينهم 13 صوتا بالوكالة. وبمجرد انطلاق عمل لجنة الترشيحات قفز العدد الى 271 عضو. والجدير بالذكر هو غياب عدد من وزراء الأفلان وأعضاء المكتب السياسي، منهم حراوبية، عمار تو، وزياري.. وهو ما كان وراء تأخير منظمي الدورة لانطلاق الأشغال، لاسيما بعدما أكدوا حضورهم يوما قبل موعد الدورة. وغابت، أول أمس بدورة الأوراسي، أجواء المنافسة على منصب الأمانة العامة، رغم إعلان أربعة أسماء نية الترشح للمنصب عشية الموعد، إلا أنهم انسحبوا في آخر لحظة، ماعدا مصطفى معزوزي، الذي أكد لحظات قبل بدء الأشغال إصراره على الترشح من باب التداول على السلطة - كما قال - إلا انه أعلن عند بدء فتح باب الترشحات أن زملاءه طلبوا منه سحب ترشحه حفاظا على مصلحة الجبهة.. وما يسعه إلا تلبية رغبة الأغلبية!. واللافت للانتباه خلال مجريات الدورة التنظيم المحكم، إذ لم تشهد أي مناوشات أوتبادل للتهم كما جرت عليه العادة، وتميزت بكثرة اللقاءات الجانبية في الكواليس بين وجوه قيادية، حيث كان وزير العمل الطيب لوح بطلها، إذ كانت له لقاءات مع عدد من الأعضاء، من بينهم عمار سعيداني، ورئيس المجموعة البرلمانية السابق للحزب، العياشي دعدوعة، وأحمد بومهدي ومصطفى معزوزي.