صراحة المقابلة ليست سهلة لكلا الفريقين، نظرا للأهمية التي تكتسيها للمنتخبين، لأن نتيجتها ستحسم بصفة أولية الفريق الأكثر حظوظا للتأهل إلى كأس العالم، في انتظار بطبيعة الحالة ما ستسفر عنه نتيجة مباراة العودة. والتطور الكبير الذي شهدته الكرة البوركينابية خلال ال 5 سنوات الأخيرة بدليل تنشيط فريقهم نهائي "كان 2013"، وكذا إذا أخذنا بعين الاعتبار مجموعة اللاعبين المحترفين في البطولات العالمية التي يمتلكها في صفوفهم.. كلها أمور تجعلنا نعتقد بصعوبة هذه المقابلة. وكل هذا لا يعني أننا نستصغر قدرات منتخبنا الذي يتضمن في صفوفه لاعبين محترفين ولهم التجربة الكافية للتعامل مع مثل هذه المواعيد الرياضية الهامة، خصوصا أن لاعبي خط الهجوم يتواجدون في أحسن أحوالهم وبإمكانهم اختراق دفاع الخصم والتسجيل عليه بكل سهولة. وعلى الناخب الوطني الحرص على حث اللاعبين بتسيير قواهم البدنية إلى آخر دقيقة من عمر المباراة، وتحقيق نتيجة إيجابية من شأنها أن تريح الشعب الجزائري واللاعبين قبل لقاء العودة. استنادا على هذه الأمور، أكدنا على صعوبة المباراة منذ البداية. ولكن كل شيء ممكن في كرة القدم التي لا تؤمن بالمستحيل. ويبقى الشيء الوحيد الذي على اللاعبين أن يدركوه هو رسم خطة لعب محكمة كمجموعة وتنفيذ توصيات المدرب الوطني، وعليهم تفادي تلقي أي هدف خلال 25 دقيقة الأولى من زمن الشوط الأول، وذلك لكسر رغبة وحماسة فريق الخصم الذي سيرمي بكل قواه من أجل تسجيل على الاقل هدف واحد في مرمى المنتخب الجزائري لخلق نوع من الضغط عليه ودفعه للتراجع إلى الخلف، وذلك بحكم أنه على يقين أنه تنتظره مباراة العودة جد صعبة بالجزائر، فهو سيحاول استغلال عاملي الجمهور والميدان لصالحه. وفيما يخص عامل المناخ فأرى أنه كان من الأحسن على المنتخب التنقل إلى أراضي بوركينافاسو على الأقل قبل 4 أيام من موعد المباراة. ولكن كل هذا يعود إلى أمور تنظيمية والمسؤولون يبقون الأدرى بحقيقة الأمور أكثر من أي واحد منا. كما اقول أنه رغم كل هذه الظروف فإن اللاعبين الذين 90 بالمائة منهم محترفين لا خوف عليهم من هذه الناحية لأنهم تعودوا على لعب مبارتين إلى ثلاث مباريات في الأسبوع، والتنقل من بلد إلى آخر دون أي صعوبات أوالمعاناة من الارهاق من الجانب البدني. من الصعب جدا التكهن بنتيجة المباراة، إلا أنني أتوقع أن تنتهي بتعادل إيجابي (1-1) في كل شبكة، ولكنه يبقى فقط على أنصار المنتخب الجزائري التي تنقلت إلى بوركينافاسو مساندة فريقهم إلى آخر دقيقة والوقوف إلى جانب اللاعبين من أجل تحقيق هذه النتيجة التي ستكون بمثابة فرحتين للشعب الجزائري، فرحة بمناسبة عيد الأضحى، وفرحة ثانية بهذا التعادل الذي في حقيقته بطعم بالفوز نظرا للعوامل التي هي كلها لصالحنا في مباراة العودة هنا بالجزائر.