لا تزال الأزمة الأمنية والسياسية ترسم فصولا جديدة في ليبيا، التي لم تتجاوز مأساة الجمعة الدامية، لتدخل في مأساة جديدة، أمس الأحد. حيث كشفت مصادر أمنية ليبية، أن مجهولين اقدموا على اختطاف نائب رئيس جهاز المخابرات في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد احتجاجاتح مناهضة للميليشيات. وقال مصدر، رفض الكشف عن هويته، إن مجموعة مسلحة خطفت نائب رئيس جهاز المخابرات الليبي، مصطفى نوح، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقد أعلنت السلطات الليبية، أمس الأحد، أن 43 شخصا هي حصيلة القتلى الذين سقطوا خلال أحداث يومي الجمعة والسبت الماضيين، وأن العدد مرشح للارتفاع. وشهدت منطقة تاجورا شرق طرابلس العاصمة، أمس الأحد، اشتباكات متقطعة نشبت بين مسلحين قادمين من مصراتة من جهة ومسلحين من تاجورا من جهة أخرى. في حين طالب رئيس الحكومة الليبية علي زيدان جميع الأطراف بضبط النفس، مؤكدا أن الساعات والأيام المقبلة ستكون فاصلة في تاريخ ليبيا ونجاح ثورتها. وحض زيدان الأطراف كافة على "توخي أعلى درجات ضبط النفس"، مضيفا "لا ينبغي لأي قوات من خارج طرابلس أن تحاول دخول المدينة لأن الموقف متوتر جدا وقد يشهد مزيدا من التصعيد". من جهتها، أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أعمال العنف الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس، داعية إلى "وقفها فورا". كما دعت الولاياتالمتحدة الأطراف كافة إلى ضبط النفس وعودة الهدوء إلى ليبيا. من جانبه، انتقد ممثل تاجورا في المؤتمر الوطني (البرلمان الليبي) الحكومة "لتقاعسها في معالجة الوضع في البلدة". وكانت وكالة الأنباء الليبية الرسمية قد نقلت عن مصادر طبية قولها إن عدد القتلى بلغ 43. وكان المسلحون القادمون من مصراتة يحاولون دخول طرابلس لكنهم اصطدموا بميليشيا أخرى فارتدوا نحو 15 كيلومترا إلى خارج المدينة. وتعتبر منطقة تاجورا بوابة مرور نحو العاصمة الليبية. وبدأت اشتباكات الجمعة في قلب طرابلس بين ميليشيا من مصراتة تسيطر على منطقة غرغور وبين مسلحين آخرين ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى. من جانبه، قال طاهر باشا أغا قائد الميليشيا التي تسيطر على غرغور، إن المتظاهرين الذين توجهوا يوم الجمعة إلى مقر الميليشيا لم يكونوا سلميين، وكان بينهم عدد من المسلحين بأسلحة خفيفة وأطلقوا النار على العناصر التابعة له ما اضطرهم إلى الرد على مصادر النيران. ويطالب قطاع واسع من الليبيين بحل الميليشيات المسلحة مع انتهاء مهلة العام الذي منحته الحكومة للمسلحين لترك السلاح أو الانضمام إلى الجيش الليبي. ويحصل كثير من المسلحين بالفعل على رواتب من الحكومة الليبية لكن بعضهم ما زال يحمل الولاء الكامل لقادته السابقين. من جانب آخر، قالت شركة النفط الوطنية الليبية إنها أملت في استئناف تصدير الغاز الطبيعي إلى إيطاليا، أمس الأحد، بعد أن أنهى محتجون اعتصامهم في ميناء مليتة. ونقلت مصادر إعلامية أن المحتجين البربر قرروا إنهاء اعتصامهم الذي استمر لأسبوعين وأدى إلى وقف تصدير الغاز.