تتواصل فعاليات المعرض التشكيلي للفنانة سامية مرداسي برواق مصطفى كاتب بالعاصمة، وذلك إلى غاية 10 من الشهر الجاري بحضور عدد من عشاق الفن والابداع الذين استهوتهم العديد من اللوحات الفنية التشكيلية التي زاوجت فيها الفنانة من خلال ريشتها السحرية بين الألوان لتنسج من أعماقها مشاهد فنية تبهر الزوار. الزائر لمعرض الفنانة مرداسي يكتشف عمق الجمال والحب الذي تتميز به ريشتها الذهبية التي تمكنت من تحويل الأشياء الجامدة إلى أخرى مفعمة بالحيوية، والمتمعن في لوحاتها يستمتع بالغوص إلى أعماقها لعله يقاسم الفنانة نشوة الجمال ودرجة السمو الذي توصلت إليه في إبداعها. ما يميز لوحات الفنانة، رحيلها بك إلى عالم مفعم بالخيال الممزوج بروح الصدق والإبداع، فعبر هذا الجمال التشكيلي تدخل إلى الأنفس دون استئذان، والأجمل هنا أنه بإمكان أي مبدع تحويل تلك اللمسات الإبداعية إلى رواية أو قصة أو حتى مسرحية على الركح، والسبب في ذلك البساطة التي اعتمدت عليها الفنانة، فهي تفضل أن يشاركها الجميع إبداعها وإحساسها. وهذا ما قامت بتجسيده في إحدى لوحاتها التي تركتها دون عنوان لعلها بذلك تدخل في نقاش مفتوح الأفق مع الزوار. اعتمدت مرداسي في معظم لوحاتها على الألوان الساخنة، وفي أحيان أخرى على الباردة، وهدفها من ذلك الكشف عن الطبيعة المتنوعة والمتعددة التي تزخر بها بلادها، حيث الصحراء العميقة بحرارتها وأصالتها كانت حاضرة بقوة في أشغالها، مما جعل الفنانة تستغل الفرصة لتبرز التراث العريق لمنطقة الجنوب، أما الألوان الباردة فكانت موجودة بلوحات الأوراس، حيث قدمت الفنانة من خلال لمستها برودة وقسوة المناخ هناك كاشفة في الوقت ذاته عن المعارك الكبرى التي خاضها أهل الأوراس ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم لاسترجاع الحرية والكرامة. مرادسي وهي تقدم الأشياء البسيطة، تعطيها أبعادا فلسفية عميقة. للتذكير فإن سامية مرداسي فنانة جزائرية تربطها علاقة حميمة مع الفن منذ طفولتها، قدمت الكثير للساحة الفنية الجزائرية من خلال لوحاتها الساحرة، كما أنها شاركت بالعديد من المعارض الوطنية وتحصلت أيضا على شهادات وجوائز شرفية تقديرا لأعمالها.