استنكر الشاعر العربي "أدونيس" ما جاء في البيان الذي وقعه رئيس ما يعرف ب "جبهة الصحوة السلفية الجزائرية" عبد الفتاح حمداش، والذي دعا فيه الى إحراق كتب ورسائل ودواوين أدونيس الشعرية بناء على فرضية أن الشاعر السوري قد كتب قصيدة سخر فيها من الصحابة، فضلا عن دعوته -حسب قوله- الى إحراق مدن الشام وحمص ودرعا. ونفى أدونيس أن يكون لديه أي علاقة بالقصيدة "المنسوبة إليه في البيان" مؤكدا "أن هذا ليس شعرا، ولا أظن أن لغتي من الممكن أن تهبط إلى هذا المستوى، وكل من يعرف شعري جيدا سيدرك منذ الوهلة الأولى أن -ما تم نشره على اعتباره قصيدة لي -ذلك محض تزوير واختلاق". كما نفى الشاعر العربي الشهير -بشكل قاطع - علمه بمن كتب تلك الأبيات ونسبها له. لكنه وصف الأمر بأنه جزء من ظاهرة تاريخية "أقدم عليها المتعصبون في جميع مراحل تاريخنا الإسلامي، إلى جانب المتشددين في القرون الوسطى والفاشيين والنازيين". وعبّر أدونيس في تصريح صحفي صدر أمس، عن أسفه لاستمرار بعض المسلمين بالدعوة إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال -حرق الكتب- التي تتنافى مع جوهر الإسلام، ودعوته السمحة التي حثت على طلب العلم ولو كان في الصين". وأضاف "أتمنى من الأشخاص الذين يتحدثون باسم الإسلام ويرفعون رايته أن يتعلموا على الأقل قواعد اللغة العربية، وأن يعرفوا كيف يكتبون وكيف يقرؤون حتى يتمكنوا من الارتقاء إلى المستوى الذي تتطلبه مهمة الدفاع عن الدين، في زمن لا تأتي الرماح فيه من جهة أعداء الإسلام، بقدر تلك التي تصيبه من جهة أبنائه". واستغرب أدونيس من المعلومات التي راجت على مواقع التواصل الاجتماعي عن تقدمه بطلب لتأمين سلامته إلى السلطات الأمنية في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، وقال هذا "غير صحيح بالمطلق" مؤكدا أنه لا يهتم بهذه الأمور على الإطلاق، "إذ أنني لا أعدها عدوانا على شخصي، بقدر ما تحمله في مضمونها من عدوان على الإسلام وثقافته وتاريخه". وسبق للشاعر السوري علي أحمد سعيد المعروف ب "ادونيس" أن أعلن إنه ضد الأديان المسيّسة، نافيا امتلاكه لأي مشروع طائفي، مؤكدا أن الحرب القائمة بين السنة والشيعة في المنطقة بدأت تتخذ طابعا عالميا. كما لا يتوانى من إعلان موقفه الواضح من الأنظمة الإسلامية التي استحوذت على الحكم في بلدان الثورات العربية، موضحا أنه ضد نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والرئيس السوري الحالي بشار الأسد، إلا أنه لا يرحب بوصول الإسلاميين إلى السلطة. موضحا موقفه بالقول إن "المجتمع لا دين له، دين المجتمع هو حقوق الإنسان وحرياته وليس الكنيسة أو الخلوة أو الجامع". وهي المواقف التي وضعت في مرمى نيران الجماعات الاسلامية. وكان عبد الفتاح زراوش حمداش، أحد زعماء التيار السلفي المتشدد في الجزائر وقائد ما يعرف ب«الصحوة الإسلامية السلفية بالجزائر"، قد أصدر الأحد الماضي بيانا دعا فيه "أهل السنة في العالم" إلى إحراق كتب أدونيس ودواوينه الشعرية، واصفا إياه ب "الملحد الباطني المجرم... الذي سبّ واعتدى على الصحابة رضي الله عنهم، ودعا إلى إحراق دمشق معاوية وحمص ابن الوليد رضي الله عنهما، وتجرأ على الفاتحين كصلاح الدين الأيوبي، ودعا إلى إحراق حمص ودرعا وأهلها أحفاد الفاتحين والأبطال نخوة وشامة العرب". - حسب زعمه -.