شن سلاح الجوي السوري، أمس الأربعاء، سلسلة غارات استهدفت مناطق عدة في درعا وإدلب وريف العاصمة، في وقت تصاعدت حدة الاقتتال بين فصائل المعارضة المسلحة في حلب شمال البلاد. وقال ناشطون في المعارضة، إن المروحيات القتالية ألقت "براميل متفجرة" على المزارع والمخيم في بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي، في حين تعرضت بلدة داريا لقصف مماثل. كما قصفت الدبابات المتمركزة على طريق دمشق - درعا المنطقة الجنوبية الشرقية في داريا، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية، حسب ما أوردت لجان التنسيق المحلية. وفي محافظة درعا، ذكرت "شبكة سوريا مباشر"، أن الطيران الحربي استهدف داعل وإنخل، مشيرة أيضا إلى سقوط "صاروخ أرض-أرض" على مدينة جاسم دون ورود أنباء عن سقوط قتلى. أما في ريف إدلب، فقد قالت "الهيئة العامة للثورة السورية"، إن الطيران شن غارات على مدينة سلقين مما أسفر عن سقوط "عشرات الضحايا"، مؤكدة أن القصف استهدف المباني السكنية في سوق المدينة. من جهة أخرى، استمرت المواجهات بين مختلف فصائل المعارضة المسلحة من جهة وما يعرف ب«الدولة الإسلامية في العراق والشام" من جهة أخرى، على عدة جبهات، سيما حلب والرقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن مقاتلي من المعارضة سيطروا على مشفى الأطفال بحي قاضي عسكر، وهو المقر الرئيسي ل«دولة العراق والشام" في حلب. وكان المرصد أشار، أول أمس الثلاثاء، إلى أن 274 شخص على الأقل بينهم مدنيون ومسلحون قتلوا في المعارك الدائرة منذ الجمعة الماضي بين الجانبين، وسط تقدم ميداني لفصائل المعارضة. وتوعدت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ب«سحق" مقاتلي المعارضة السورية، معتبرة أن أعضاء الائتلاف المعارض باتوا "هدفا مشروعا" لها، وذلك في تسجيل صوتي للمتحدث الرسمي باسمها نشرته مواقع إلكترونية. جدير بالذكر أن الائتلاف كان قد أعلن في بيان، السبت الماضي، دعمه "الكامل" لمعركة مقاتلي المعارضة ضد تنظيم الدولة، معتبرا أنه "من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة..".