بدون تكرار نفس التساؤل حول تخليد ذكرى أعلام ورموز النبوغ الجزائري في دنيا الأدب والفكر والعلم، ها هي ذي اليوم تمر ذكرى ربع قرن على وفاة الأديب الجزائري مولود معمري مر الكرام، وهي فرصة سانحة لنشر آخر صورة تذكارية نادرة للمرحوم مولود معمري رفقة كاتب هذه السطور بلقاسم بن عبد الله. إلتقطت لهما أثناء المشاركة في ملتقى الإنتاج الأدبي بالمغرب العربي، بين المحلية والعالمية الذي أقيم بجامعة وجدة بالمغرب الشقيق من 23 إلى 25 فيفري 1989، وقد توفي المرحوم مولود معمري في اليوم الموالي في حادث مرور قرب عين الدفلى، حيث أقيم هذه الأيام نصب تذكاري يخلد الذكرى. والأديب مولود معمري من مواليد 28 ديسمبر 1917 بتاوريرت ميمون في أيث يني بولاية تيزي وزو، حيث تابع دراسته الأولى قبل انتقاله إلى مدينة الرباط بالمغرب الشقيق وهو في سن الثانية عشرة، ودرس حوالي أربع سنوات قبل أن يواصل الدراسة بالجزائر العاصمة وباريس الفرنسية. كما زاول مهنة التعليم منذ سنة 1947 في المدية، وبعد ذلك في جامعة الجزائر بعد الإستقلال، قبل أن يتولى إدارة مركز الأبحاث الأنتروبولوجية والبحث فيما قبل التاريخ. مولود معمري، مشهور بمؤلفاته المكتوبة باللغة الفرنسية، ومن أبرزها رواية "الربوة المنسية" الصادرة سنة 1952، ورواية "نوم العادل" وقد صدرت سنة 1955، ورواية "الأفيون والعصا" ظهرت سنة 1965 ثم رواية "العبور" الصادرة سنة 1982، بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة ومسرحيات ودراسات نقدية. وقد لقيت روايته الأولى بعنوان "الربوة المنسية" إهتماما كبيرا من طرف الأدباء والنقاد، وقد كتب عنها وقتئذٍ عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، دراسة نقدية نشرها في كتابه الشهير: نقد وإصلاح، ومما جاء في هذه الدراسة: كتاب "الربوة المنسية" دراسة إجتماعية عميقة دقيقة مفصلة، مستقصاة تصور أهل هذه الربوة في عزلتهم تلك، وقد فرغوا لأنفسهم واعتمدوا عليها، فلم يكادوا يذكرون أحدا غيرهم من الناس، وهم يجهلون ما وراء الجبال التي تقوم دونهم، لا يعرفون إلا حين يضطرون إلى ذلك اضطرارا وما أقل ما يضطرون إليه، وهم لا يشعرون بالحكومة إلا حين تجبي منهم الضرائب على ما تثمر لهم الأرض و ما يكسبون من المال..