تشهد دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو اليوم، انطلاق أشغال الملتقى الدولي الثاني حول أعمال الأديب الجزائري الراحل مولود معمري تحت شعار "حوار الثقافات"، و ذلك في الذكرى 24 لوفاته، بمشاركة أساتذة و باحثين من داخل و خارج الوطن على غرار فرنسا و النمسا. الملتقى و الذي ستدوم أشغاله على مدار يوميين، و الذي تنظمه مديرية الثقافة بالتنسيق مع جامعة تيزي وزو، يهدف إلى إبراز الأسس الاجتماعية والثقافية و التخيلية لمجمل الآثار الأدبية و الفكرية التي تركها الأديب الراحل مولود معمري، و التي حاول من خلالها العديد من المخرجين و كتاب السينما اقتباسها لأفلام ثورية نذكر منها "الأفيون والعصا" و"الربوة المنسية" الذي عمل على اقتباسها المخرج عبد الرحمن بوقرموح عن روايته تحمل ذات الاسم و التي تحاكي الواقع الخاص بمسقط رأسه في فترة الأربعينات و ما فوق و تحصل من خلالها على جائزة أدبية سنة 1953، كما يهدف الملتقى حسب المنظمين دائم إلى إبراز الجانب الغير مستغل في أعمال الراحل. الجدير بالذكرى، مولود معمري هو من مواليد سنة 1917 بقرية تاوريرت ميمون بمرتفعات "بني يني"، زاول دراسته ما بين الجزائر و المغرب، انتقل بعدها للإقامة بباريس للتحضير لمسابقة الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة و بعد انتهاء فترة تجنيد مولود معمري في الحرب العالمية الثانية، مارس مولود معمري مهنة التعليم بالمدية لمدة سنتين "1947 و 1948"، ثم انتقل إلى جامعة الجزائر حيث عين كأول أستاذ في الأمازيغية بالجزائر المستقلة قبل تعيينه مديرا لمركز الأبحاث الأنثروبولوجية و التاريخية و الإنسانية بمتحف باردو سابقا. و يعد مولود معمري من أهم أعلام الجزائر، ساهما بأعماله الأدبية و الشعرية في إثراء الساحة الثقافية، كما يعود له الفضل في إثراء الأدب الجزائري بأعماله و بحوثه التي اختلفت ميادينها، و تعد مؤلفاته "الربوة المنسية" و" الأفيون و العصا" و "نوم العادل" و " عبور الصحراء" المترجمة إلى عديد اللغات العالمية خير دليل على القيمة الأدبية الرفيعة لكتابات هذا المفكر المبدع الذي ساهم أيضا في إثراء السينما الجزائرية بفيلمين مقتبسين عن الروايتين الأوليين من طرف المخرجين عبد الرحمان بوقرموح و أحمد راشدي. يعد من أهم من أسسوا للقواعد الصحيحة للغة الأمازيغية من خلال كتابه "ثاجرومت نتمازيغث"، كرس حياته للحفاظ على التراث غير المادي من خلال مجموعته الشعرية التي ارتكز فيها على عنصر "ثموشوها"" أو الحكايات، تحصل على شهادة فخرية من جامعة باريس، و في نفس المدينة أسس سنة 1984 مركز الدراسات و البحوث الأمازيغية، وتوفي مولود معمري عن عمر يناهز 71 سنة إثر حادث مرور أودا بحياته ليلة و كان ذلك فيفري 1989 بضواحي عين الدفلي في طريق عودته من المغرب، حيث شارك في ملتقى دولي حول اللغات الأم. نسرين أحمد زواوي