قال الصحفي والكاتب يوسف بعلوج، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي العام المنصرم، إنه "لا يملك تفسيرا" عما تعرض له من مدير الثقافة لولاية عين الدفلى، الذي طالبه بإرجاع "لوحة تشكيلية" قدمت له من قبل المديرية كتكريم بعد فوزه بالجائزة المذكورة، مرجعا رفضه لطلب مدير الثقافة إلى "قناعات أخلاقية، تجعله يرفض أن يكون طرفا في إهانة فنان. تداولت وسائل الإعلام، مؤخرا، خبرا مفاده اتصال مدير الثقافة لولاية عين الدفلى بكم لاسترجاع تكريم حصلتم عليه من المديرية، في وقت سابق، كيف تفسرون الأمر؟ ليس لدي أي تفسير، حاولت أن أجد قراءة لذلك بناء على تخمينات ورسائل وصلتني من عند أصدقاء أكدوا لي أنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها بهذه الطريقة، عرفوه بولاية الجلفة، وكذلك تصلني أصداء سيئة عنه من أدرار. الأمر مفتوح لقراءات عديدة، لكنها كلها غير جيدة حول تعامله مع المثقفين، لا يمكنني تقديم التفسير الشافي لما أقدم عليه مدير الثقافة بولاية عين الدفلى، لكن يمكنني أن أقدم وصفا هو أن فعلته "قبيحة شائنة مهينة وإساءة غير مسبوقة"، لا ينبغي السكوت عنها أبدا. صرحتم، سابقا، أنكم ترفضون إعادة التكريم المتمثل في لوحة تشكيلية رغم إغراء مدير الثقافة بمنحكم تكريما أفضل، لماذا؟ موقفي مبني على قناعات أخلاقية، لا أرضى أن أكون طرفا في إهانة مبدع مثلي، يكفي أن الفنان "نجاي" انتظر عاما كاملا للحصول على مستحقاته، فالمدير قال لي بالحرف: "لقد طلب مبلغا مبالغا فيه لقاء اللوحة" وهي اللوحة التي أهدتني إياها المديرة السابقة التي سعت لتكريمي -مشكورة حتى وإن تطلب الوضع أن يتم الأمر "بالكريدي"- هنا يتضح الفرق بينها وبين المدير الحالي الذي سألته عن هذا المبلغ "المبالغ فيه" فأجاب: "أنا لا يهمني المال، فقط لم يعجبني تصرف الرسام، أعد اللوحة وأنا أعدك بتكريم أفضل"، حينما أجابني بهذا المنطق استشطت غضبا، لقد شعرت بالمهانة مرتين، مرة لأنه أراد استعادة لوحة كانت هي الذكرى الوحيدة التي جمعتني بمديرية ثقافة أقسم أني لا أعرف حتى أين يقع مقرها، والمرة الثانية لأنه أراد مساومتي من أجل إذلال فنان آخر، لا أقبلها أبدا. طرحتم القضية في رسالة موجهة إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي، هل وصلكم رد من طرف وزارة الثقافة؟ أنا سردت الواقعة في الرسالة فقط، لقد سبق واشتغلت بمؤسسات وفعاليات مهمة تابعة لوزارة الثقافة، اشتغلت في المهرجانين الوطني والدولي للمسرح المحترف، ومهرجان وهران للفيلم العربي، والصالون الدولي للكتاب، ومن خلالها تعاملت مع مدراء ثقافة في ولايات عديدة كمستغانم ووهران وبشار، ولم أعامل إلا بطريقة محترمة جدا، كذلك كرمت في أكثر من مكان مثل تبسة وسوق أهراس وبرج منايل وتيبازة... وزارة الثقافة تقدم تمويلات وميزانيات جيدة من أجل النشاط الثقافي لهذا أوجه سؤالا للوزيرة: هل تعرف أين تذهب أموال مديرية الثقافة لولاية عين الدفلى؟! شخصيا ليس لدي جواب، لقد قررت مراسلة الوزارة والاتصال بكل من أعرفهم داخلها للشكوى، وهناك دعوات من أصدقاء من أجل الاحتجاج أمام مقر المديرية والمطالبة برحيل هذا المدير وهذا احتمال نتدارسه بناء على ما سيحدث في الأيام القليلة القادمة، مازلت أنتظر اعتذارا لائقا من هذا المدير وتسوية مستحقات الفنان وإن لم يحدث هذا فليتيقن أني لن أسكت.