تجمع المئات من المواطنين من ولاية غرداية، أمس، أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بأول ماي، بالجزائر العاصمة، للتنديد بأعمال العنف والمطالبة بتوفير الأمن الغائب عن الولاية منذ 4 أشهر، رافعين لافتات تطلب "الحماية من الجيش وفقا للدستور الجزائري". وبدأ المحتجون في التجمع أمام دار الصحافة، ابتداء من الساعة الواحدة والنصف ظهرا، قبل أن يبدؤوا وقفتهم، انطلاقا من الثانية بعد الزوال، أمام تواجد عدد معتبر من رجال الأمن، الذين قسموا الحشد بين الرصيفين، حتى لا يعطلوا حركة المرور. وتساءل المحتجون، من خلال إحدى اللافتات، إن كانوا فعلا في "جزائر الاستقلال"، حتى يعيشوا في حالة من العنف واللأمن، كما توجهوا إلى وزير الداخلية الطيب بلعيز، مخاطبين إياه "أين القبضة الأمنية التي وعدت بها؟"، مؤكدين أن "المجرمين يمارسون إجرامهم أمام مرأى الشرطة والدرك". هذا وردد المشاركون في الوقفة شعارات تطالب بوقف العنف، على غرار "يكفي من الإرهاب"، و«بني مزاب جزائريون"، كما رددوا النشيد الوطني وقرؤوا الفاتحة على أرواح ضحايا العنف. واستمرت الوقفة إلى حدود الثالثة زوالا، قبل أن يبدأ الحشد في المغادرة. ووصف لنا من تحدثنا إليهم، من المشاركين في الوقفة، ما يحدث في غرداية بأنه "يندى له الجبين"، وأن الهدف من وقفتهم هو "لنوصل الصورة إلى العاصمة"، على حد قول أحد المشاركين، "فلربما المسؤولون ليس لديهم فكرة على ما يحصل في غرداية، بسبب انشغالهم بالانتخابات والحملة الانتخابية". وأضاف إبراهيم بودعاس، شاعر من ولاية غرداية، أن الهدف من التجمع أمام دار الصحافة هو "نقل الصورة إلى الرأي العام، لأن بعض وسائل الإعلام -كما قال- أتى إلى غرداية لتغطية الأحداث، ولكنه نقل صورة مغايرة عن الوضع هناك". من جانبه، أكد الدكتور قاسم حجاج، أستاذ بجامعة ورقلة، وأحد المشاركين في الوقفة، لدى حديثه مع "الجزائر نيوز"، أن "ما يحدث بغرداية تصفية عرقية منهجية"، على حد وصفه، "لذلك نطالب بالتدخل الفوري للجيش الجزائري"، مضيفا أن "رجال الأمن ليس لديهم أوامر ليتدخلوا"، وهو الأمر الذي وصفه ب«جريمة دولة"، وأضاف المتحدث، في السياق ذاته، "عندما يتصل مواطنون برجال الحماية طالبين منهم التدخل لإطفاء الحرائق، يجيبون بأنه ليس لديهم المياه، فهذا أمر خطير"، مؤكدا "يجب على المسؤولين أن يتحملوا المسؤولية كما ينبغي أو يرحلوا".