فرّقت عناصر الأمن، أمس، تجمعا احتجاجيا دعت إليه حركة "بركات" أمام الجامعة المركزية، عشية الانتخابات الرئاسية، التي تجرى اليوم، حيث مُنع المتظاهرون من التجمع خلافا للمرات السابقة التي سمحت فيها قوات الأمن للمتظاهرين بالتجمهر والهتاف بحرية، فيما لم تسجل أية توقيفات. عبّر العديد من المحتجين، أمس، أمام الجامعة المركزية، عن تذمرهم مما وصفوه بالتضييق على الحريات، بسبب التواجد القوي لعناصر قوات الأمن بمكان الاحتجاج السلمي الذي نظمته حركة "بركات" الرافضة للعهدة الرابعة واستمرارية النظام بكل أشكاله، حيث صرح أستاذ علم الاجتماع السياسي ناصر جابي الذي كان حاضرا بالوقفة ل "الجزائر نيوز"، أنه كان من المفروض على السلطة "عدم استعمال العنف وترك المواطنين يعبّرون عن رأيهم كما يشاؤون، خاصة في حضور الصحافة الدولية"، مضيفا في السياق ذاته "أعتقد أن الأطراف الرسمية أصبحت خائفة وغير قادرة حتى على تقبل مظاهرة بسيطة بالعاصمة". وأفادت إحدى المشاركات في التجمع، أن عناصر من الأمن قامت ب "منعها ودفعها بقوة لمجرد وقوفها بمكان التجمع ملتحفة بالعلم الوطني"، معتبرة مشاركتها في الوقفة بمثابة "المعركة من أجل الديمقراطية". وأكد أحد المشاركين من ممثلي إحدى جمعيات المفقودين، أن الوقفة جاءت ضد "هذه الانتخابات التي يتسابق فيها مجموعة من الأرانب مع رئيس فائز". من جهة أخرى، شهدت الوقفة الاحتجاجية حضور مجموعة من الشباب الموالين للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، حيث قاموا برفع صور الرئيس المترشح، معبّرين عن دعمهم للعهدة الرابعة، ومعتبرين المناوئين لها ب "المشوشين على المسار الذي بدأه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ 1999"، داعين إلى "مواجهته يوم الاقتراع" من خلال "صناديق الانتخاب"، وقد دخل بعض المتظاهرين في مناوشات خفيفة معهم. وعرفت الوقفة مشاركة أعضاء من حركة "رشاد" وبعض من عائلات المفقودين، كما حضرت الصحافة الدولية التي تتواجد بالجزائر لتغطية الانتخابات الرئاسية، بقوة، خاصة القنوات التلفزيونية الفرنسية منها. هذا ولم ترصد "الجزائر نيوز"، أثناء تواجدها أي توقيفات من قبل عناصر الأمن للمتظاهرين، رغم تفريقهم وعدم السماح لهم بالتجمع على الرصيف المحاذي للجامعة المركزية، حيث اختلف أسلوب العناصر الأمنية في التعامل مع المتظاهرين الذي كان قد اتسم بنوع من اللين والسماح بالتجمع وعدم الاحتكاك الجسدي بهم بداية من وقفة الأساتذة الجامعيين أمام جامعة بوزريعة، لكن ليس هو الحال بالنسبة لتجمع البارحة.