اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور مسعود شعنان، أن أية استقالة محتملة للمبعوث الأممي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، تفيد بأنه "يشعر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سحبت نفسها من إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية"... إذا صحت المعلومات، فإني أعتقد أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو عدم جدية الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية في دعم المعارضة السورية، مع العلم في الآونة الأخيرة برزت تصريحات بعض المسؤولين الغربيين في خانة ما يفهم على أنه تراجع وتعثر في استمرار مساعدة ما يسمونه ب "الثوار" في سوريا، وكذلك التوقف عن مواصلة الضغط على نظام بشار الأسد خوفا من تحول سوريا كما يعتقدون إلى أفغانستان أو عراق جديد مع التواجد الكبير لجماعات الجهاديين من جنسيات مختلفة فوق الأرض السورية، بكل بساطة يمكن القول إن الإبراهيمي يشعر بأن الأمريكان يسحبون أنفسهم من إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية، وربما أبدوا استعدادهم للتعامل مرة أخرى مع نظام بشار الأسد. أعتقد بأن الحل في سوريا سيأخذ منحى آخر، خاصة إذا استقال الإبراهيمي حقيقة من مهمته، بحيث سيشير على فشل كل ما تم تحقيقه في "جنيف 1" و«جنيف 2"، والجميع يتابع أعمال العنف والهجمات المتكررة الأخيرة بالبراميل المتفجرة على مدن مختلفة من سوريا، وهذا أمام أنظار الغرب الذي يبقى ساكنا ولا يتحرك، في حين يواصل كل من النظام والمعارضة في تبادل رمي كرة الفشل في ملعب الآخر، وكل واحد يتهم الآخر بإفشال موعدي "جنيف 1" و«جنيف 2" خاصة مع انعدام كلي لأرضية واضحة بالنسبة للطرفين في الاتفاق على النقاط المطروحة. النظام السوري متعند ومستمر في تحقيق ما يريده وما يصبو إليه، وبالطبع هو ماض في تنظيم الانتخابات وبالتالي سيستغلها الرئيس بشار الأسد للبرهنة للعالم بأن البلاد عرفت انتخابات تعددية والأمور جرت بكل هدوء، وهذه طبيعة كل نظام شمولي، وأعتقد كذلك أن نظام الأسد بسيطرته على مناطق كثيرة من الأرض كانت في وقت سابق تحت سيطرة ما يسمى ب "الثوار" سيفرض منطقه في الانتخابات المقبلة، وبالنسبة التي يراها مناسبة أيضا. أعتقد بأن تحذير الأخضر الإبراهيمي يدخل في إطار امتلاكه لبعض المعطيات حول أنه من الممكن جدا للغرب أن يتواطأ مع نظام بشار الأسد في هذه الانتخابات الرئاسية، وهنا يمكن الإشارة إلى أن السيد الإبراهيمي لا يتحدث عن الانتخابات في حد ذاتها وإنما عن النتائج التي تترتب عنها من طرف واحد ومع ظروف متوترة، رغم أن النظام السوري قام بتعديلات دستورية بما فيها تغيير قانون الانتخاب للسماح بانتخابات تعددية، وبالطبع مع مشاركة الرئيس المستمر في حكمه، وبعض المترشحين الأرانب على حد تعبيرنا، وبالتالي فإن النتائج معروفة مسبقا في مثل هذا النوع من الانتخابات في مثل هذا النوع من البلدان.