في قاعة كبيرة وواسعة وجميلة جلس أويحيى المرحي مع مجموعة من المسؤولين الكبار جدا الذين كلفوا بدراسة مشروع تعديل الدستور ولكن لم يتم الإعلان عن أسمائهم للعلن... وحول طاولة مستديرة استدار جميعهم بكوستيماتهم وكرافاطاتهم وأحذيتهم السوداء اللماعة والرنانة... قال كبيرهم...سي أحمد هيا ابدا على البركة. وقال آخر.. نعرف أنّ غدا ستبدأ مشاوراتك مع بقية الغاشي ولكن الصح اليوم. وقال آخر... الصح دائما يكون في دوائر مغلقة. تنحنح أويحيى وقال بدوره... سنعطي الفرصة للجميع. جاءه صوت ساخر من بعيد.. من تقصد بالجميع يا السي أحمد؟ قال... رجال الدولة والأحزاب والشخصيات الوطنية ووو. قاطعه صوت آخر... هذا ما يجب أن يقال لكن الأمور الكبيرة مثل هذه لا تسند إلا لأهل الاختصاص الذين هم نحن. قال.. أعرف أعرف هيا نبدأ ولا وقت نضيعه، الوقت ليس في صالحنا يا جماعة. نحي هذه وخلي هذه وزيد هذه.. هذه هي العبارات التي بقيت تُردد طوال السهرة على الطاولة بين الرجال الكبار. لا أدري هل كل شيء عندنا يتم الفصل فيه بهذه الطريقة أم أن الأمور المصيرية فقط هي التي يجتمع فيها أهل الحل والربط ........ لا أدري ماذا سيفعل غدا أويحيى مع الشخصيات التي ستقترح وتناقش وتحلل وثيقة الدستور الذي عدل وعدل وعدل كثيرا. لا أدري ماذا ستكون النتيجة؟ هل تغلب الشفافية على الموضوع أم أن كل شيء مجرد ديكور فقط؟ الخبر يجيبوه التوالى....