أحيا عدد من الشخصيات الثورية والحكومية والأكاديمية، أمس، أربيعينية الراحل بشير بومعزة رئيس مجلس الأمة الأسبق، حيث جاءت في حقه شهادات نادرة كعلاقته بمصالي الحاج وإشرافه على علاج محمد بلوزداد رئيس المنظمة السرية بفرنسا، وهي المواضيع التي أوصى المنظمون بضرورة البحث فيها وجعلها رسائل تخرج من المعاهد· من أبرز الوجوه التي حضرت الأربيعينية بالنادي الوطني للجيش، وزير المجاهدين محمد شريف عباس، رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، عبد الحميد مهري، وزير العدل الأسبق عمار بن تومي، ومن المجاهدين الرائد لخضر بورقعة ولويزة إيغيل أحريز ومريم زرداني وأعضاء من جمعية 8 ماي ,45 إلى جانب أكادميين· كانت الذكرى عبارة عن شهادات حية لأصدقاء الفقيد، لكن البداية كانت مع الأكاديمي محمد عباس، الذي قال بأنه فشل في تسجيل شهادته عكس العديد من نشطاء الحركة الوطنية وضباط جيش التحرير، إلأنه كان يرفض ذلك دوما لهاجس الكتابة الذي كان يلازمه في رغبته في كتابة مذكراته· وقال الأكاديمي أن بشير بومعزة لم يتعلم من المشوار الذي قطعه، السياسة فقط، بل كان محيطه أيضا عاملا في تلقينه أبجديات السياسة· ''كانت له صلة قرابة مع فرحات عباس من جهة والدته وكان هذا الرابط العائلي مؤهلا لدخوله المجال مبكرا، كما عرف والده بتعاطفه الكبير مع جمعية العلماء المسلمين'' يضيف محمد عباس، الذي مزج في مداخلته بين التحليل والنظرة الإعلامية والبحث الأكاديمي، حيث كان يسمي يوم 19 جوان 65 بالانقلاب وليس بالتصحيح الثوري حسب التسمية الرسمية المتداولة، وعاد الأخير إلى سوء علاقة الفقيد بالرئيس الراحل هواري بومدين، بسبب تسيير الحكم بنفس الطريقة التي كان يسير بها بن بلة والتي ثار على خلفيتها بومدين، وهو ما جعله يعيش في المنفى بعد تردي العلاقة بينهما· وسرد محمد عباس عدة مواقف لبشير بومعزة، كأزمة الأفلان التي يرى أنها بدأت في صائفة 62 بعد أن ظهرت نوايا بن بلة في كسر شوكة الجيش والإدارة في تسيير البلاد، وعن الأزمة الاقتصادية في عهد حمروش كان بومعزة يؤكد أن اقتصاد الجزائر مبني على الريع وأن 20 بالمائة فقط من الجزائريين مستفيدون منه دون الباقي· ومن أهم ما تطرق إليه عمار بن تومي، علاقة الرجل بمصالي الحاج الذي ائتمنه على العديد من الأسرار لتطابق نظرتهما حول مصير الجزائر، مع العلم أن المصاليين تم تخوينهم فيما بعد من قبل جهات كثيرة في العائلة الثورية· وتم الحديث أيضا عن دور بومعزة في معالجة محمد بلوزداد رئيس المنظمة السرية ومؤسس جيش التحرير، حسب بن تومي، وكان خلالها في جنوب شرق فرنسا أقرب رجل إليه خلالها، وتسنى له معرفة الكثير من أسرار وحقائق الثورة ورجالها، وكان هو من تكفل بإرسال جثمانه إلى الوطن لدفنه، وهي المواضيع التي أوصى المنظمون بتناولها أكاديميا· هذا، ولم يتم التطرق في أربعينيته وكل المداخلات إلى أواخر حياته التي اعتزل إثرها المسؤولية في الدولة·