عاد بنا نجم المنتخب الوطني في الثمانينيات، لخضر بلومي، إلى ملحمة خيخون، التي كان أحد صناعها، والتي أكد بخصوصها أن المنتخب الوطني لعب فيها بدون ضغط، لكونها كانت أول مشاركة لهم في كأس العالم، مذكرا بالتصريحات التي أدلى بها لاعبو المنتخب الألماني، آنذاك، والتي كانت من بين العوامل التي ساهمت في فوز الخضر في تلك المباراة، كما أكد أن لاعبي المنتخب الوطني بإمكانهم تحقيق نتيجة إيجابية شرط أن يلعبوا بالطريقة الجزائرية، على حد وصفه، كما لعبوا أمام كوريا. بداية، هل لك أن تعود بنا إلى الأوقات التي عشتموها قبل مواجهة ألمانيا منذ أن أوقعتكم القرعة معها؟ مشاركتنا في 82 كانت دون ضغط لأنها كانت أول مشاركة لنا في كأس العالم، كما أن حينها لم تكن الصحافة تفرض الضغط على اللاعبين أو المدرب، كما هو الشأن اليوم، وبالتالي الأمور تختلف عما هي عليه اليوم، ففي 82 كانت أول مشاركة لنا في المونديال، وبالتالي لم يكن علينا ضغط، أما اليوم فالمنتخب الوطني تأهل إلى الدور الثاني، وحقق الهدف المرجو، وهذا هو المهم. نجوم المنتخب الألماني آنذاك استخفوا بالمنتخب الجزائري، كيف كان شعوركم أمام تلك التصريحات المستخفة التي كانوا يطلقونها؟ الغلطة التي قام بها اللاعبون الألمان، آنذاك، هي التصريحات التي كانوا يدلون بها، من قبيل أننا سنفوز عليكم بسبعة أهداف أو خمسين هدفا، وأحدهم يقول إنه سيسجل هدفا ويهديه لكلبه، وآخر يقول إنه سيهدي هدفا لزوجته، كل هذه التصريحات جعلتهم يدخلون المباراة وهم واثقون من الفوز. برأيكم، هل فوزكم في تلك المباراة كان نتيجة لاستخفاف الألمان بكم؟ بمعنى آخر، أنه لو تعامل الألمان مع المباراة بجدية لكانوا سيفوزون عليكم؟ تصريحاتهم كانت تدل على استهزائهم بنا، وأنهم لم يعطونا أي قيمة، لأنهم لو كانوا يعطون قيمة لنا، لكانوا أخذوا المباراة بجدية، ولكن ذلك لم يحدث، وهو ما اكتشفناه خلال المباراة، وعرفنا كيف نستغله لصالحنا. في يوم المباراة، كيف عشتم الأجواء في الفندق وفي غرف حفظ الملابس قبل المواجهة؟ كنا نفكر في الألمان، ولم نكن نشعر بأي ضغط، فقد كنا محضرين جيدا، بعدما لعبنا العديد من المباريات الودية التحضيرية، والأفضلية التي كانت في ذلك الوقت هو أن اللاعبين كانوا محليين، وبالتالي جمعهم كان سهلا، عكس ما عليه الحال اليوم، حيث أن الأغلبية محترفون، ويتطلب جمعهم انتظار مواعيد الفيفا، وبالتالي فالتحضيرات التي قمنا بها جعلتنا مستعدين للمباراة، بالإضافة إلى أنه لم يكن علينا ضغط كما قلت لك. ما هو الحديث الذي دار بينكم قبل المباراة؟ لم يكن هناك حديث معين، المدرب هو الذي كان يتحدث إلينا عن المباراة، أما نحن فقد كنا مركزين على الملعب، وكيفية تشريف الوطن، لأن كل ما كان يشغلنا هو تشريف البلاد وإسعاد الشعب الجزائري. كنت صاحب هدف الفوز التاريخي، كيف كان شعورك بعد تسجيل الهدف الثاني؟ كان شعورا لا يوصف، فكما قلت لك كنا نفكر في الفوز وتشريف الجزائر، ولا شيء آخر كان يشغل تفكيرنا، كما أن الهدف جاء مباشرة بعد تعديل النتيجة، وكان ذلك عاملا مهما من الناحية المعنوية. الجزائر بعد غد (الحوار أجري السبت) ستواجه ألمانيا، بعد 32 سنة، أكيد أنك استحضرت ذكريات ما قبل المباراة؟ هي ذكريات لا تنسى خاصة من عاشها وكان طرفا فيها. هل تعتقد أن المنتخبين سيدخلان المباراة بنزعة ثأرية؟ نوعا ما هي كذلك، خاصة بالنسبة للمنتخب الجزائري، فالألمان طبيعي أن يدخلوا المباراة بهدف الفوز ومحو هزيمتهم في 82، أما المنتخب الجزائري فسيدخل المباراة للثأر من المؤامرة بين ألمانيا والنمسا، التي أقصت الجزائر، وبالتالي رد الاعتبار للمنتخب الجزائري، بعد تلك الواقعة، ولكن هذا لا يعني أن يفرضوا ضغطا زائدا على أنفسهم، لأن الهدف الذي كانوا يسعون إليه هو التأهل إلى الدور الثاني، وقد تأهلوا. ما هي مفاتيح الفوز بنظرك؟ اللعب دون عقدة أو ضغط، وفتح اللعب، والتحلي بالإرادة، واللعب بروح قتالية، والتضامن فيما بينهم، وأن يلعبوا كرة جزائرية أصيلة، كما لعبوا أمام كوريا الجنوبية، لا أن يغلقوا اللعب مثلما فعلوا أمام بلجيكا، فإن لعبوا بالطريقة التي لعبوا بها أمام كوريا الجنوبية، يمكن أن يفعلوا شيئا. باعتبارك أحد صناع ملحمة خيخون، بما تنصح لاعبي المنتخب الوطني قبل مواجهة ألمانيا؟ الأمانة في أيديهم لتشريف الجزائر، وأن يعلبوا دون ضغط أو عقدة، وأن يعرفوا أن الهدف الذي كانوا يسعون إلى تحقيقه قد بلغوه، وهو المرور إلى الدور الثاني، وهذا هو المهم، أما الآن فسيعملون على رد الاعتبار لمنتخب الجزائر، بعد المؤامرة الألمانية النمساوية، دون أن يشكل ذلك ضغطا زائدا أو سلبيا عليهم. هل أنت متفائل بإمكانية الفوز من جديد على ألمانيا؟ إن لعبوا بالطريقة التي لعبوا بها أمام كوريا الجنوبية، فأنا متفائل بإمكانية تحقيق نتيجة مشرفة. ولكن المنتخب الألماني من أقوى المنتخبات وأحد أكبر المرشحين للتتويج باللقب. وفي 82 أيضا كان من أقوى المنتخبات، وكان من بين المرشحين للتتويج آنذاك، ولكن الإرادة والتضامن والروح الوطنية التي كنا نتحلى بها مكنتنا من تحقيق الفوز عليهم. ولكن الكرة اليوم تطورت مقارنة بذلك الوقت، وبالتالي الأمر مختلف هذه المرة. الكرة في ذلك الوقت كانت أفضل منها الآن، ففي تلك الفترة كانت الكرة تتميز بالفنيات، أما اليوم فأصبح يطغى عليها الجانب البدني، والمنتخب الألماني في الثمانينيات هو أفضل منتخب عرفته ألمانيا.