بعد أن أسفرت عملية القرعة عن وقوع منتخبات مصر، رواندا، الجزائر وزامبيا في مجموعة واحدة تتنافس خلالها المنتخبات الأربعة على ثلاث تأشيرات للمرور إلى كأس إفريقيا، وتأشيرة واحدة خاصة بالمرور إلى مونديال جنوب إفريقيا، لم يختلف المتتبعون في ترشيحاتهم، حيث صبت جميع التكهنات في صالح المنتخب المصري، واتفقت الأغلبية على أن الفراعنة سيتأهلون إلى كأس إفريقيا وكأس العالم بسهولة، لعدم وجود منتخب في المجموعة قادر على الصمود أمام التشكيلة التي توجت بكأس أمم إفريقيا مرتين متتاليتين في 2006 و .2008 الشك بدأ منذ المباراة الأولى أمام زامبيا في ظل الإشادة الكبيرة من طرف المختصين والتصريحات التفاؤلية لمسؤولي الرياضة المصرية، دخل بطل إفريقيا مباراته الأولى، التي لم تكن تنتظر منها الجماهير المصرية إلا الفوز بنتيجة ثقيلة، تكون بمثابة الإنذار الموجه لباقي المنتخبات، إلا أن ما حدث على أرضية الميدان جاء معاكسا لكل التوقعات، حيث اصطدم رفقاء أبوتريكة بخصم عنيد اسمه زامبيا، هذا الأخير نسج مدربه رونار خطة عقدت من وضعية المصريين، وأحرجتهم أمام جمهورهم الذي خرج غاضبا من نتيجة التعادل التي انتهى عليها اللقاء، تلك النتيجة بعثت الشك في الوسط الرياضي المصري، لتبدأ بعدها حملة من الانتقادات الكبيرة للطاقم الفني واللاعبين، لكن سرعان ما تتحول مباشرة إلى حملة مساندة كبيرة لشحاتة وأشباله، من منطلق أن مباراة زامبيا أضحت في سجل الماضي، وأن التفكير فيما هو قادم أولى· الهزيمة التاريخية أمام الخضر·· وضعت المصريين أمام الأمر الواقع على أمل التدارك، وبنية الفوز تنقل المنتخب المصري إلى الجزائر لمواجهة الخضر، حيث لم يكن أمام أشبال شحاتة سوى الانتصار ورد الاعتبار، لكن الأمور لم تسر وفق ما يشتهيه الفراعنة، فرغم استماتتهم في الشوط الأول من المباراة، إلا أن الشوط الثاني حمل الكثير، حيث تمكن الخضر من فك العقدة عن طريق مطمور، ويضيف بعدها غزال وجبور الهدفين الثاني والثالث، قبل أن يتمكن المصريون في الدقائق الأخيرة من تسجيل هدف الشرف· الخروج من ملعب البليدة بهزيمة تاريخية لم يصدقه الفراعنة، وراحت تبحث وسائل الإعلام المصرية عن مبررات للسقوط، وهنا انقسمت الآراء في مصر بين معترف بقدرة المنتخب الجزائري على إزاحة المنتخب المصري من على رأس قائمة الترشيحات لبلوغ المونديال، وبين مقزم للنتيجة المحققة من طرف الخضر، حيث تركزت آراء هذه الفئة حول تراجع أداء المنتخب المصري الذي لم يقدم لاعبوه أداء كبيرا، وفرض ريتم سريع بالنظر إلى تقدمهم في السن· من جهة أخرى، عملت عدة وسائل إعلام على التخفيف من حدة الفاجعة، باختلاق مبرر تسمم الجهاز الفني، وهو الإدعاء الذي لم يعمر طويلا حينها بعدما نفاه رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر· رواندا وزامبيا يعيدان الأمل للمصريين عقب نكسة المصريين في البليدة، تمكن رفقاء حسني عبد ربه من تجاوز محنتهم والعودة بقوة للمنافسة على تأشيرة المونديال، حيث فاز أشبال شحاتة بثلاث مباريات متتالية على رواندا ذهابا وإيابا، وفي زامبيا ، ما جعل المصريين يتخلفون بثلاث نقاط عن المنتخب الجزائري، قبل اللقاء الأخير في القاهرة، ورغم أن تأهل الفراعنة إلى المونديال، كان يتطلب منهم الفوز على الخضر بثلاثية، إلا أن المهمة صنفها زيدان ورفقاؤه في خانة غير المستحيل، وجاءت تصريحات اللاعبين تصب في سياق واحد، وهو أن بطل إفريقيا قادر على سحق الجزائريين، وحسم الأمور في مباراة القاهرة· في القاهرة·· تعددت الوسائل ولم يتحقق الهدف قبل موعد المباراة يوم 14 نوفمبر، اتجهت أنظار العالم إلى القاهرة بعد أن تعرضت حافلة المنتخب الوطني الجزائري للرشق ما أدى إلى إصابة عدد من اللاعبين، ووسط أنباء متضاربة بين إقامة المباراة في موعدها أو تأجيلها، وتتابع الأخبار التي تفيد بتعرض أنصار الخضر لإعتداءات بالشوارع، جرى اللقاء في الموعد المحدد له، حيث كانت كل الأمور في صالح المصريين، بالنظر إلى الحالة المعنوية التي تواجد عليها لاعبو المنتخب الوطني في فترة تواجدهم بمصر، ورغم ذلك تمكن الخضر من الصمود، وكاد رفقاء زياني أن يعودوا بتأشيرة المرور إلى المونديال لولا الهدف الثاني الذي سجله عماد متعب في الوقت بدل ضائع، والذي أعلن من خلاله عن احتكام المنتخبين إلى مباراة فاصلة في السودان· أسطورة بطل إفريقيا تتحطم بقدم عنتر في أم درمان بعد أربعة أيام من موقعة القاهرة، تجدد الموعد بين المنتخبين في ملعب المريخ بأم درمان، وهي المباراة التي جاءت مختلفة تماما عن سابقتها، حيث تمكن الخضر من فرض سيطرتهم على المصريين طيلة فترات اللقاء، بفضل الحرارة الكبيرة التي لعبوا بها، وترجمت السيطرة بهدف لعنتر يحيى، وضع حدا لأحلام الفراعنة، وأكد من خلاله أن منتخب الجزائر الأحق بالمرور إلى المونديال بعد أن أثبت ذلك على أرضية الميدان، وفي المقابل ورغم نيلهم لكأس إفريقيا في مناسبتين متتاليتين، إلا أن أشبال شحاتة الذين كانوا مرشحين فوق العادة، تحطمت أسطورتهم بأم درمان، وانتهت أحلامهم الوردية على يد منتخب لم يشارك في النسختين السابقتين من ال ''كان''، إلا أنه هذه المرة تسلّح بالإرادة، ووجد كل المساندة الجماهيرية ليحقق حلما عجز عن تحقيقه بطل إفريقيا·