بعد سنوات لم تتميز إلا بالسقوط المتواصل للمنتخب الوطني لكرة القدم، تمكن الخضر في 2009 من استرجاع هيبتهم على المستوى القاري والعالمي بعودتهم إلى المونديال عقب غياب دام 24 سنة· وتأهلهم إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي لم يرفع فيها علم الجزائر خلال النسختين السابقتين··· الوثبة الكبيرة التي حققها ''الخضر'' كان الفضل فيها كبيرا للجماهير التي ساندت المنتخب من بداية القصة الجميلة وصنعت أفراحا لا تنسى عند بلوغ الهدف· تمكن أشبال المدرب سعدان من رفع التحدي وتجاوز الهدف الذي كان مسطرا عند بداية التصفيات المتمثل في المرور إلى نهائيات كأس إفريقيا، وأهدوا الشعب الجزائري أكبر هدية هي المرور إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 ، تأشيرة المرور إلى بلاد مانديلا لم تكن سهلة، بل جاءت بفضل تألق اللاعبين وعزيمتهم، ورفع الطاقم الفني والمسير لكل التحديات، بالإضافة إلى المساندة الجماهيرية الكبيرة التي لعبت دورا حاسما في كل اللقاءات· قصة تحقيق الحلم الذي لم يكن مشروعا في بداية الأمر، لتواجد بطل إفريقيا في مجموعة واحدة مع الجزائر، مع مرور المباريات أصبح مطلبا جماهيريا لما تأكد الجميع أن رفقاء زياني بإمكانهم التنافس على ورقة المونديال بعد فوزهم على المنتخب المصري بثلاثية في البليدة، وهي المباراة الثانية للخضر بعد عودتهم بنقطة التعادل من رواندا· لتتواصل بعدها المسيرة دون خطأ بتحقيق ''الخضر'' لثلاثة انتصارات متتالية على زامبيا ذهابا، ثم على زامبيا ورواندا بالبليدة· ليحصد بذلك المنتخب الوطني ثلاثة عشر نقطة، متقدما بثلاث نقاط على المنتخب المصري الذي واجهه بالقاهرة وانهزم أمامه بثنائية، أجلت الفصل في اسم المتأهل إلى يوم 18 نوفمبر بأم درمان السودانية· الفرحة انطلقت من الأراضي السودانية لتغمر كل القلوب الجزائرية خلال الأربعة أيام الفاصلة بين مباراة القاهرة ومباراة الحسم بأم درمان، عاش الجزائريون على الأعصاب إلى درجة أن فضل الآلاف التنقل إلى السودان لمساندة المنتخب الوطني والوقوف إلى جانبه إلى غاية العودة بالتأهل إلى المونديال، فكانت تلك الأيام موعدا تحقق خلالها المستحيل، بدءا بعدد الرحلات التي نظمتها الخطوط الجوية الجزائرية مع القوات الجوية الجزائرية بعد تدخل رئيس الجمهورية الذي أمر بتسهيل كل الأمور من أجل تنقل أنصار ''الخضر''·· ومن ملعب المريخ انطلقت الفرحة عقب انتهاء اللقاء أمام الفراعنة بفوز الخضر، بفضل هدف عنتر يحيى واللعب الرجولي الذي ميز أداء أبطال الجزائر، لتعم الفرحة المدرجات ثم الشوارع السودانية التي تزينت بالأعلام الوطنية، وانطلقت موازاة مع ذلك الأفراح بكل الشوارع الجزائرية، معيدة إلى الذاكرة الجزائرية أفراح عيد الاستقلال· تمنيات وأحلام جديدة والجزائري لا يعرف المستحيل بعد تحقق حلم المرور إلى المونديال، لا تزال الجماهير الجزائرية تولي نفس الاهتمام بأخبار ''الخضر''، ضاربة موعدا آخر للمساندة أولا في كأس أمم إفريقيا، وذلك ما يتجلى في عزم عدد كبير من المناصرين في التنقل إلى أنغولا، بعد التخفيضات التي عرفتها تذاكر السفر، حيث يبقى حلم الأنصار مواصلة التألق والذهاب إلى أقصى حد في هذه المنافسة وتشريف الألوان الوطنية في جنوب إفريقيا بعد ذلك، من منطلق أن كل شيء ممكن في كرة القدم وأن الجزائري لا يعرف المستحيل·