قبيل أيام فقط من انطلاق الطبعة السابعة والعشرين من أمم افريقيا بأنغولا والتي سيشارك فيها المنتخب الوطني لكرة القدم بعد غياب عن الطبعتين السابقتين، ورغم الانتعاشة التي عرفتها الكرة الجزائرية بالتأهل لكأس العالم 2010 بجنوب افريقيا بعد غياب 24 سنة، إلى جانب اكتساب جيل ذهبي مكون من لاعبين محترفين في خيرة البطولات الأوروبية، بل أكثر من ذلك لهم استعداد كبير للدفاع عن الألوان الوطنية وهو ما كان غائبا عن الخضر في السنوات الماضية، إلا أن ذلك لم يمنع الشارع الرياضي الجزائري الذي استطلعته جريدة البلاد من إبداء تحفظها بسبب نقص التحضير، الإصابات والخلافات وهي عوامل تخيف الشارع الرياضي. قصر مدة التحضيرات يخيف عشاق الخضر يبدو أن عدة عوامل دفعت بالجماهير الجزائرية في الوطن للتشاؤم حول المشاركة القادمة للخضر في طبعة أنغولا، وتتلخص النقاط التي تحفظ عليها المناصرون في قصر المدة التي يحضر فيها الناخب الوطني رابح سعدان للموعد القاري، في ظل الغياب والضعف الكبير الذي لاحظه جميع التقنيين على اللعب الجماعي للمنتخب، فهذه المدة لن تسمح لرابح سعدان بتجهيز فريق متكامل يكون بمقدوره الصراع مع أكبر المنتخبات القارية التي لها باع في كرة القدم وتضم خيرة اللاعبين على المستوى الدولي. وهو ما سيصادفه محاربو الصحراء في ثاني خرجة قارية لهم أمام مالي بتواجد لاعبين مثل كانوتي وسيدو كايتا فأعتقد أن حظوظنا ليس كبيرة في الذهاب بعيدا في كأس افريقيا بأنغولا، فالضعف يبقى موجودا في اللعب الجماعي والانتقال بالكرة من الدفاع الى الهجوم في غياب همزة وصل قادرة على حفظ جميع تحركات لاعبيناف، يقول المناصر فج-عف من بلكور كما أن الإصابات التي لحقت بركائز الفريق مؤخرا على غرار عنتر يحي ومراد مغني وما يمثله هذا الثنائي في المنتخب الوطني والإضافات الكبيرة التي يعطيانها للخضر قد تعصف هي الأخرى بحظوظ المنتخب في مقارعة الكبار وهو جل ما يتخوف منه الشارع الرياضي الجزائري الذي بات شغله الشاغل هذه الأيام المشاركة القارية للمنتخب. الخلافات الداخلية بسبب لحسن القطرة التي ستفيض الكأس حسب الأنصار لم يستثن أنصار المنتخب الوطني ذكر الخلافات الكبيرة التي مست المنتخب الوطني لكرة القدم في الآونة الأخيرة، في ظل استدعاء لحسن المحترف في نادي سانتندار الاسباني وما صاحب ذلك من جدل كبير في المنتخب الوطني لكرة القدم من قبل بعض اللاعبين الذين طالبوا الناخب الوطني بعدم استدعاء أي لاعب آخر للمنتخب في الفترة الحالية ودعوه للعب بنفس التشكيلة التي لعبت التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا ,2010 لا سيما وأنها قدمت تضحيات كبيرة على حد قول هؤلاء فالمشكل في الوقت الراهن في المنتخب الوطني يتمثل أساسا في عدم قدرة الناخب الوطني على التحكم في المجموعة وهو ما تأكد فعلا خلال استدعاء لحسن وما صاحب ذلك من انتقادات لاذعة من بعض اللاعبين وهو ما جعل رابح سعدان يستغني عن لاعب من طراز لحسن، وهو ما يجعلني أشك في قدرة المنتخب الوطني في الذهاب بعيدا في كأس افريقيا لأننا لا نملك مجموعة متناغمة عكس بعض المنتخبات القارية الأخرى على غرار كوت ديفوار والكاميرونف، يقول فك.نف من باب الزوار.. الأكيد أن الجمهور الجزائري سيكون كله وراء المنتخب الوطني في خرجاته الثلاث في كأس افريقيا، لكن درايته الكبيرة بعالم كرة القدم تدفعه للتفكير بأكبر موضوعية وعدم التكلم بالأحاسيس وفقط لأن مهمة الخضر تبدو صعبة، لأن كأس إفريقيا بأنغولا ستكون طبعة نهائية وليست مباريات ذهاب وإياب وهو ما يصعب قطعا من مأمورية الخضر.