اعتبر الناشر والموزع فيصل هومة من دار المعرفة والناشط بنقابة الناشرين الجزائريين، أن دعم وزارة الثقافة لإنتاج الكتاب غير كاف لتطوير سوق الكتاب في الجزائر، لأن هذا الدعم تنقصه سياسة توزيع الإنتاج ومنعه من التكدس في افوق المكتبة الوطنية، كما أكد أن قانون الاستيراد الجديد يشجع الإنتاج الوطني والمنافسة لكنه يقع عقبة أمام استيراد آلات الطباعة· ما هي النقائص التي ترون أنها تربك سوق الكتاب الجزائري؟ ما تعاني منه سوق الكتاب في الجزائر هو عدم وجود برنامج أو منهجية عمل صحيحة من طرف منتجي الكتاب، فالكل يعمل على شاكلته ويسير العمل لوحده، ولهذا نصل إلى انسداد في التعاون، فكل الناشرين يعانون من اكتظاظ في عدد الكتب المتراكمة نظرا لقلة المبيعات وسوء التوزيع· وقد اقترحنا نحن نقابة الناشرين الجزائريين ميثاق الناشر، لكن صداه كان ضعيفا، فالناس يظنون أن العمل الفردي يكفي للنهوض بسوق الكتاب، لكن الحل لهذه النقائص هو قرار جماعي يخدم الكتاب، ونحن نفكر حاليا في جمع الموزعين في مائدة مستديرة لطرح مشاكل توزيع الكتاب في الجزائر والوصول إلى قرار يخدم الجميع· هل ترون أن دعم وزارة الثقافة لإنتاج الكتاب في الجزائر كاف للنهوض بسوق الكتاب في الجزائر؟ دعم وزارة الثقافة للكتاب يجب أن يكون مرفقا بسياسة لتسيير ما ينتج من كتب، فهل ننتج الكتب من أجل توزيعها وتوفيرها على مستوى المكتبات في الجزائر، أو ننتجه من أجل تكديسها في المكتبة الوطنية؟ وزارة الثقافة تدعم إنتاج الكتاب ولا تفكر في كيفية توزيعه، مثلما توجد أفلام ولا توجد قاعات سينما لعرضه· ما هو سبب نقص موزعي الكتب في رأيك؟ - نقص موزعي الكتاب في الجزائر راجع إلى أن الناشر يقضي على عمله ويبعده عن هامش الربح، وخريطة توزيع الكتاب في الجزائر غير متوازنة، فالكل يمثل الكل ولا أحد يمثل الكل· والحديث عن التوزيع هو الحديث عن المكتبيين، فعوض أن يقتنوا الكتاب من الموزعين، فهم يتعاملون مباشرة مع الناشر، وهذا يقضي على حلقة التوزيع بين الموزع والمكتبي وتقضي على مهنة التوزيع· الجزائر تعرف نقصا كبيرا في عدد المكتبات على مستوى الوطن، من المسؤول عن ذلك؟ عدد المكتبات المتواجدة على مستوى الوطن غير كاف، وإن أردنا أن نعرف كم عدد المكتبات بأتم معنى الكلمة فهي لا تتجاوز 30 مكتبة، لكن المسؤولية لا تقع على عاتق المكتبيين، ولكن المسؤولية يتحملها الناشرون وسياسة دعم الكتاب على مستوى الوزارة التي أهملت المكتبة التي تعتبر الحلقة الضعيفة في عملية إيصال الكتاب إلى المواطن· كيف تنظرون إلى علاقة الناشر والموزع والمكتبي؟ علاقة الناشر والموزع والمكتبي لا يجب أن تكون مبينة على العمل الفردي، ولكن العمل الجماعي هو ما يجعلها حلقة متكاملة، ولهذا فالعلاقة بين هذه الأطراف يجب أن تكون مهيكلة بمنهجية غير تلك الموجودة في الواقع· المواطن الجزائري يحب المطالعة لكنه يعاني عجزا أمام اقتناء الكتب نظرا لأسعارها، ما رأيكم؟ سعر الكتاب يعود إلى قيمة الدينار، فالجزائر تستورد الورق الذي له سعر عالمي نجده في جميع الدول، ولهذا فقيمة الدينار بالمقارنة بالعملة الصعبة هو الإشكال والمتسبب في رفع سعر الكتاب في الجزائر· وماذا عن الكتاب الفاخر؟ شخصيا، لا أميل كثيرا إلى تعبير الكتاب الفاخر والكتاب البسيط، فجميع الكتب سواسية لأنها من المفروض أنت تكون كلها للتثقيف والإفادة وليست للتزيين حتى نقول ''كتاب فاخر''، وهذا النوع من الكتب يقتنيه القليل من الناس والكثير من المؤسسات لارتفاع ثمنها وتخصص مواضيعها في السياحة والفن، فاستهلاكها ليس عاما وليس مكررا مثل الكتاب العادي· هل تساندون القوانين الجديدة الخاصة باستيراد الكتب؟ نحن في نقابة الناشرين الجزائريين نساند كثيرا ما قامت به الدولة فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة باستيراد البضائع المنتهية وخصوصا فيما يتعلق بالكتاب، فهذا يتيح لنا فرصة إظهار الإنتاج الجزائري، وبهذا يفسح مجالا للمنافسة لتحسين الإنتاج والإكثار منه· لكن الجانب السلبي في قانون المالية الجديد يكمن في صعوبة استيراد آلات الطباعة، فمن المستحيل لناشر عادي أن يشتري ويقتني مطبعة جديدة لسوق مغلقة مثل الجزائر· كيف تنظر إلى المقروئية عند الجيل الجديد والجيل القديم من القراء؟ أنا شخصيا متفائل جدا بنسبة المقروئية والإقبال على الكتاب عند الأجيال الجديدة، فالمجتمع الجزائري يقرأ لكنه يقرأ ما يريد ولا يمكن أن نفرض عليه كتابا ما عن طريق الدعاية مثلا فهذا لن يفيد معه، ونحن نعيش في ومن الحاجة، ولهذا لا عجب أن يختار القارئ ما يحتاج إليه، فعلينا أن نحترم ذوق الجميع ولا يمكن مقارنة الجيل الجديد بالجيل القديم من القراء فزماننا يختلف عن زمانهم، ولكل واحد منهم ذوقه الخاص به شخصيا· ما هي الكتب التي ترون أنها تستقطب القراء كونكم ناشر وموزع ومكتبي؟ وماذا عن ظاهرة كتب الطبخ؟ يمكن اعتبار الكتب شبه المدرسية وكتب الأطفال هي العمود الفقري المسير لمبيعات الكتب في المكتبات الجزائرية، لتأتي بعد ذلك الروايات وكتب التاريخ التي تثير فضول الكثير وكتب الإعلام الآلي وكتب القانون وكتب منوعة أخرى، وعن كتب الطبخ التي تلقى إقبالا من طرف ربات البيت فهذا راجع إلى أن تكوين المرأة في المطبخ في وقتنا الحالي لم يعد مرتبطا بالأم أو أم الزوج، فقد أصبحت النساء الجزائريات وربات البيت يعتمدن على أنفسهن في تعلم فنون الطبخ وذلك بالاستعانة بهذه الكتب·