شهدت، شبه الجزيرة الكورية، قصفا مدفعيا متبادلا على طرفي الحدود البحرية بين الشطرين الشمالي والجنوبي لم يسفر عن وقوع إصابات، لكنه رفع درجة التوتر في العلاقات المضطربة بين الطرفين في إطار الأزمة المستعصية بين الغرب وكوريا الشمالية بسبب ملفها النووي· ذكرت، وزارة الدفاع الجنوبية، أن المدفعية الساحلية الشمالية أطلقت، وبشكل متقطع على مدار أكثر من 5,1 ساعة، عددا من قذائفها على الجزء الشمالي من الحدود البحرية المتنازع عليها، فبادلتها المدفعية الجنوبية بطلقات تحذيرية وتوجيه رسائل لاسلكية· كما أصدر، القصر الرئاسي في سيول، توضيحا للحادث أكد فيه أن كلا الطرفين أطلقا قذائفهما في الهواء ولم تقع أي إصابات، مشيرا إلى أن الرئيس دعا لاجتماع عاجل لأعضاء مجلس الأمن القومي وبعض الوزراء لبحث هذه التطورات· وأدان، البيان الجنوبي، ما أسماها ''التصرفات الشمالية الاستفزازية''، متوعدا بالرد عليها بقوة في حال تكرارها مستقبلا· بيد أن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية أفادت نقلا عن مصادر عسكرية بأن القذائف المدفعية الشمالية سقطت بالقرب من جزيرة بانغنيونغ الخاضعة للسيادة الجنوبية في البحر الأصفر، وأن القوى البحرية المتمركزة في الجزيرة ردت بقذائف فولكان المدفعية التي يصل مداها إلى أربعة كيلومترات· وقد ترك الحادث أثرا سلبيا على تعاملات أسواق الأسهم في البورصة الجنوبية حيث خسرت الكثير من النقاط التي كسبتها، صباح أمس، قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية، بعد التأكد من عدم تطور الحادث إلى أكثر من تراشق مدفعي محدود· يُشار إلى أن الحدود البحرية الغربية بين الكوريتين كانت مصدرا مستمرا للتوتر منذ قيام الأممالمتحدة بترسيم الحدود، إستنادا لاتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية التي وقعت ما بين 1950-,1953 دون توقيع معاهدة سلام مما يبقي الطرفين، من الناحية التقنية، في حالة حرب· بيد أن كوريا الشمالية لا تزال تعترض على هذا الترسيم، وتطالب بإرجاع خط الحدود عدة كيلومترات إلى الجنوب، الأمر الذي جعل هذه المنطقة البحرية المتنازع عليها مسرحا لثلاثة صدامات وقعت عام 1999 و,2002 آخرها في نوفمبرالماضي عندما وقع اشتباك بين الطرفين أدى إلى إحراق زورق دورية شمالي· ولفتت، مصادر جنوبية، إلى أن الشماليين فرضوا حظرا لمدة شهرين على حركة الملاحة البحرية بالمنطقة التي وقع فيها الاشتباك، مما أعطى انطباعا باحتمال قيام بيونغ يانغ بإجراء مناورات أو تجارب صاروخية شبيهة بتلك التي وقعت نهاية العام المنصرم· وكان الجيش الشمالي أصدر الشهر الماضي تحذيرا طالب فيه السفن الجنوبية بتجنب منطقة الحدود البحرية، على خلفية قيام مدفعيته البحرية بتدريبات بالذخيرة الحية ردا على ما أسماه ''الاستفزازات العسكرية الطائشة''· وبلغ، التوتر، ذروته بين الكوريتين، الأحد الماضي، عندما هاجمت القيادة الشمالية، وبعنف، ما صدر عن الجنوب من تصريحات تحدثت عن نيته في القيام بضربات استباقية لإجهاض أي هجوم نووي محتمل من الجار الشمالي الذي وصف، في بيان رسمي، هذه المواقف بأنها بمثابة ''إعلان حرب مفتوح''·