تسجل بلدية فيض البطمة مع كل دخول مدرسي عجزا في الهياكل التربوية مسّ كل الأطوار التعليمية " ابتدائي، متوسط، ، ثانوي"، و ساهم بشكل مباشر في انتشار ظاهرة ما يعرف بالاكتظاظ و ما ينجر عنه من ضعف في المردود بل أبعد من ذلك حرمان العديد من التلاميذ من إعادة السنة بسبب عدم توفر أماكن شاغرة و توجيهم للحياة العملية ، و أمام هذه الوضعية التي لا تنبئ بالخير يجدد ساكنة البلدية نداءاتهم للسلطات الوصية و على رأسها والي الولاية بإنصاف البلدية و منحها ما يوافق كثافتها السكانية المتزايدة، فالبلدية سجلت كثافة سكانية قاربت 40 ألف نسمة ، مقابل عدد قليل من المؤسسات التعليمية: خمس مؤسسات للتعليم الابتدائي من بينها مجمعين مدرسيّين، بالإضافة إلى متوسطتين اثنتين و ثانوية وحيدة. ابتدائية الإمام لخضر بن خليف ومعاناة الإكتظاظ تعد أكبر المؤسسات التربوية على مستوى الدائرة بتعداد أزيد من 700 تلميذ مقابل عدد قليل من الحجرات، إذ يدرس بها تلاميذ عدة أحياء ( حي 8 ماي، أول نوفمبر، محمد بوضياف، السكنات الاجتماعية بطريق مسعد و جزء من حي جبل بوكحيل )، و هو الأمر الذي جعل المؤسسة تعاني منذ سنوات من ظاهرة الاكتظاظ رغم الحلول التي لجأت اليها كاعتمادها على نظام الدوامين، هذا و سيتم نقل العديد من تلاميذ هذه المدرسة إلى متوسطة الإمام عبد الحميد رحمون بعد انتهاء أشغال ترميم بعض الحجرات كحل مؤقت وسط العديد من التساؤلات. الأولياء يطالبون بفصل مدخل تلاميذ الابتدائي عن تلاميذ المتوسط ففي الوقت الذي اِستحسن فيه الأولياء إجراء استحداث أقسام للتعليم الابتدائي بمتوسطة الإمام عبد الحميد رحمون للتخفيف عن ابتدائية الإمام لخضر بن خليف، عبّر بعضهم عن رفضه التام لهذه الاجراءات معتبرين إياها بالترقيعية، فكيف يُعقل لتلميذ عمره خمس أو ست سنوات - يقول أحد الأولياء ل"الجلفة إنفو"- أن يدخل من نفس الباب مع تلاميذ في سن المراهقة، و هو الأمر الذي يرفضه الأولياء مطالبين باحترام خصوصية كل مرحلة تعليمية و هذه المرحلة الحسّاسة بالذات ، كما أن مشكل الاكتظاظ سيتواصل إذا لم تكن هناك إرادة جدية من قبل المسؤولين و خاصة المحليين منهم. تزايد سكاني و عمراني و لا هياكل تربوية مسجلة لم تسجل بلدية فيض البطمة مشاريع لإنجاز هياكل تربوية منذ سنوات رغم التوسع العمراني المتزايد الذي تشهده عدة مناطق من المدينة كالتجمع السكاني المحاذي للطريق الوطني رقم 89 و الذي يضم أزيد من 400 وحدة سكنية اجتماعية ، بالإضافة الى عدد معتبر من السكنات في طور الإنجاز، ما جعل ساكنة الحي يطالبون بإنجاز مدرسة ابتدائية عدة مرات و تخليص فلذات أكبادهم من المعاناة المتواصلة جّراء بُعد المدرسة من حيّهم، و التي تفوق الكيلومتر الواحد في بعضها، ناهيك عن مخاطر أخرى تواجههم كانتشار الكلاب الضالة و مخاطر شاحنات الوزن الثقيل التي تعبر الطريق الوطني. التقشف ينسف أحلام ساكنة الجهة الشرقية ويُجمّد المتوسطة الجديدة وطالب الأولياء برفع التجميد عن المتوسطة المزمع إنجازها بالجهة الشرقية من المدينة مكان السوق الأسبوعي الذي تم تحويله إلى مكان آخر، و التي تم تجميدها بعد أن كان يُعوّل عليها في التخفيف من الاكتظاظ الذي تشهده المتوسطتين الوحيدتين بالبلدية و تقريب المسافة لقاطني الجهة الشرقية التي تضم أحياء (جبل بوكحيل ، سليمان عميرات)، على اعتبار أن أبناءهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مؤسساتهم . مشاكل التأطير التربوي تُطرح من جديد مشكل آخر وجب على السلطات المحلية و الولائية المختصة الوقوف عليه، وهو عدم استقرار الطواقم الإدارية و التربوية الذي تشهده كل المؤسسات التعليمية في البلدية و في مختلف الأطوار، و هو ما أثر سلبا على نتائج التلاميذ وساهم في تردي المردود التربوي ، حيث يقوم أغلب المدرسين بالتحويل بمجرد ترسيمهم ، أو بعد مرور سنة واحدة على تعيينهم. عجز في الحرّاس و عمال المطاعم في المدارس الابتدائية هذا و تشهد عدة مدارس ابتدائية نقصا فادحا في عمال المطاعم و كذا النظافة و الحراسة، وهو ما جعل بعض المؤسسات تقوم بوقفات احتجاجية تنديدا بالاوضاع المزرية التي آلت اليها، و خاصة في النظافة و الحراسة كابتدائية الامام لخضر بن خليف التي قامت العام الفارط بوقفة احتجاجية جراء انتشار القمامة و تراكمها، كما أن هناك مؤسسات تعمل بحارس واحد...