أظهرت ردود الأفعال المتباينة حول ما تم طرحه ضمن هذه السلسلة المخصصة للحدث الانتخابي أنّ هناك أغلبية "فصلت" في الموضوع بحكم التجارب السابقة، فشكّلت لها مادة هذا الطرح عزاءً تقاسمته بِأسًى على ما يحدث في بلادنا عموما ومنطقتنا بصفة أخص، وحسرة على سوء استخدام مواردها وتهميش طاقاتها، وعبّر عن ذلك من تشجّع منهم بأسماء وصفات مستعارة في تعليقات محتشمة. وفي المقابل ظهر أن هنلك أقليات تباين رد فعلها الرافض للموضوعات المطروقة؛ حيث لم يُعجب الطرح الساعين للترشّح اعتماداً على المال أو القبيلة أو تقمّص مظهر التدين، لأنهم اعتبروا الأمر تشهيرٌ بهم، رغم أننا لم نذكر أشخاصاً ولا صفاتٍ، بل ركّزنا على سلوكيات، وهم بهذا يُقرّون بأنهم استخدموا تلك الوسائل فعلاً ويثبّتون التهمة عليهم. كما لم يرق الأمر لأحبابهم - المؤقتين تأقيت العملية - الطامحين لتحقيق مكاسب شخصية وعدهم بها مرشحوهم حال فوزهم، والتي نتوقع أن تتبخّر بمجرد تحقّق ذلك - بغض النظر عن طريقة فوزهم - مثلما تبخّرت أحلام سابقيهم المهرولين ضمن حملات الدعاية الانتخابية المعهودة. مثلما لم يرق الطرح بعض الأبواق التي تخدم هذا او ذاك، دون وعي منهم أو بإيعاز، حيث باشر بعضهم الحملة الانتخابية قبل أوانها واستبقوا الأحداث بتنصيع صور بعض "مشاريع" (Projets) المترشحين والإشهار لهم، واستخدام كافة الوسائل في ذلك، حتى العمومية منها؟!.. وهي ردود فعل متشرذِمة تشرذُم المعيار الذي رفضت لأجله الطرح، ولم يتّفق أصحابها إلاّ على إطلاق حكم واحد "ما حقّوش!!" على كاتب المقالات، بل إنه كثيراً ما يسمع عن طريق وُسطاء عبارة "ما خلاّش لروحو حبيب" في محاولة لإشعاره بالعزلة والغربة؟!!.. من المنطقي - بمنطق تلك الشرذمة - معارضة الطرح، رغم أنهم لم يتجرؤوا على الصدح به مباشرة، لأنهم يعتقدون أنّ مثل هكذا طروحات هي حملات مضادة لحملاتهم المبكّرة التي استبقوا بها الموعد الانتخابي المنظّم للعملية، والتي استغلوا فيها - ولا يزالون - المقرّات والوسائل وكل ما أُتيح لهم من فضاءات عمومية !!.. لكنه من غير المنطقي - بمنطق الأغلبية المستنكرة لسلوكياتهم - أن يتشدّق هؤلاء بممارسة "الديمقراطية" وأن يستخدموا مبدأ "التداول" للوصول إلى السلطة وليتمتّعوا "بالحصانة" الموهومة؛ في الوقت الذي يقصون فيه أي طرح ديمقراطي مخالف لهم، ويحاربون أي فكرة تكشف ممارساتهم وتعرّيها من باب التداول ؟!.. إذا كان هذا موقفهم قبل إعلان القوائم النهائية للترشيحات - لم أقل إعلان النتائج وفرز الأصوات - سيما وأنّ أغلب أسمائهم مكتوبة بالقلم الرصاص، وفي ذيل أذيال تلك القوائم؛ فكيف يكون تصرّفهم لو - أقول لو - كُتب لأحدهم النجاح لا قدّر الله ؟!!.. وإذا كان هذا استغلالهم للوسائل العمومية وهم مجرّد خطاطات ضمن مسودات ترشّح؛ فكيف يكون شأنهم إذا ما - أقول إذا ما - تمكّنوا من اعتلاء تلك المناصب لا قدّر الله ؟!!.. إنّ هؤلاء ومن على شاكلتهم ممن يؤمنون مؤقتاً ب "الديمقراطية" و"التداول"؛ لا يستحقون "يسْتاهلوا" أن يُعيرهم المواطن أدنى اهتمام حتى ولو كان مؤقتا، ولا أن يهدر جهده ووقته في التصويت لأجلهم، بل إنهم عند أولي الألباب - حتى الأحداث منهم (أي صغار السّن) - مجرد "لا حدث" في خضم الأحداث الهامة التي تدور حولهم، والانشغالات ذات الأولوية التي تملء وقتهم وتفكيرهم !!.. الحلقة الأولى: الغش الانتخابي ؟!! الحلقة الثانية: الطيب، الجِلف والسارق ؟!!.. الحلقة الثالثة: البرنامج الانتخابي "القوة والأمانة" الحلقة الرابعة: بين الرأس والذيل.. من "الشكارة" إلى "الكرتونة" ؟!!.. الحلقة الخامسة: الولاية المليونية "إنتخابياً" ؟!!.. الحلقة السادسة: الإنتخابات وديماغوجيا الإعلام ؟!..