في الوقت الذي تحمي فيه المدن موروثها المادي واللامادي، وتحفظه الأجيال لتسلمه أمانة مصانة لأبنائها، بل وتزيد أنها تصنع منه مصدر ثروة وجلب للاستثمار وتوفير مدخول مادي يعمل على تطوير الأفاق الصناعية والسياحية، ورغم أن المناطق والمنشآت السياحية ذات بعد ثقافي ورافقت نشأة مدينتنا وأصبحت مرتبطة بذكريات ساكنتها ومن مروا بها، إلا أنها تشهد تقهقرا كبيرا في بنيتها وحالتها وهي لا محالة آيلة للزوال إذا استمرت على هذا الإهمال ونعني بالذكر هنا، على سبيل المثال لا الحصر، محطة القطار بالمدخل الشمالي للمدينة، دار البريد وسط المدينة، بقايا معتقل عين الأسرار، الخ. وعليه فإننا نقترح نحن الموقعون أدناه على هذه العريضة وانطلاقا من وعينا الثقافي وحسنا المدني نحن ساكنة الجلفة، وتجسيدا للديمقراطية التشاركية بين المواطن والسلطات المنتخبة والتنفيذية، نرفع نداءنا من أن ينشأ مشروع استعجالي لحماية وإنقاذ هذه المنشآت وإيجاد آليات لترميمها وجعلها فاعلة ومساهمة في الحراك المدني والثقافي لمدينة الجلفة ومصدرا لتنمية مستدامة تحفظ الموروث وتُثمّن دوره الآني باعتباره ذاكرة مشتركة بين مختلف الأجبال. وبخصوص قضية الحال وهي "محطة القطار القديمة" بمدينة الجلفة، ونظرا للمصير المجهول الذي ينتابها والوضع غير المقبول لها باعتبار عمرها يفوق قرنا من الزمان وكونها واجهة المدخل الشمالي لمقر عاصمة السهوب، فإننا نرفع جملة من الاقتراحات، القابلة للإثراء والنقاش، للوصول الى وضع يليق بمنشآت مدينة الجلفة كمدينة كان لها دورها الحضاري في المجموعة الوطنية. فكل عائلة من مدينة الجلفة وما جاورها لديها ذكرى ووجدان مرتبط بمحطة القطار منذ أول رحلة وصلت إليها في آفريل من سنة 1921: فهذه الحرب العالمية الثانية والتجنيد الاجباري وهؤلاء المعتقلون الجمهوريون الاسبان في عين اسرار وهؤلاء طلبة علم تنقلوا عبر القطار لطلب العلم في الشمال مثل العلاّمة سي عطية مسعودي ... وحتى بعد الاستقلال بحكم ارتباط ولاية الجلفة بولايتي البليدة والجزائر العاصمة في الخدمة الوطنية والمستشفى والدراسة والقضاء وغير ذلك ... المقترحات: * الإبقاء على محطة القطار واسترجاع مكانتها كوسيلة نقل وفق الخط القديم الممتد من منطقة الصقيعة إلى الجلفة مرورا بمنطقة حجر الملح والزميلة ومنطقة الزينة. وبالتالي يكون قطارا بخط محلي ينعش السياحة نحو غابات حواص ويفك العزلة عن قرية الزينة والتجمعات السكنية المحيطة بها وصولا الى المعلم السياحي العالمي "حجر الملح". * إقامة المحطة وقطاراتها على الشكل القديم ولم لا اعتماد القطار الأثري بعرباته لهذا الشأن * اعتماد خط النقل كخط أثري سياحي يعيد للسكة أجواء فترة القرن الماضي * جعل المحطات التي يمر بها مراكز سياحية يمكن للساكنة وغيرهم قصدها للاستجمام * استعمالها في مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي * إنشاء معرض للسكك الحديدية وتاريخها بباحة المحطة وبقاعاتها * إنشاء معرض ومكتبة لمدينة الجلفة بالمحطة وقاعاتها ومستودعاتها * دراسة جدوى انشاء خط نقل حضري للتيليفريك يربط المحطة بمرتفعات برنادة * جمع كل التراث المادي واللامادي حول الأحداث التي رافقت المحطة لاسيما وأنها شهدت حربين عالميتين وكانت تشحن على متنها خيرات المنطقة وخيرة أبنائها في إطار التجنيد الاجباري. كما أنها وردت في عديد الكتابات التي سجلها المعتقلون الذي جاؤوا على متن القطار كمنفيين ومعاقبين من السلطات الامبريالية في الفترة الاستعمارية. اضافة الى توثيق العمليات الثورية لمجاهدي منطقة الجلفة كما هو الشأن لهجوم المجاهدين يوم 05 أكتوبر 1959 على محطة القطار. وفي الأخير فإن الوعي المسؤول يبقى هو وحده الكفيل بقيامة مدينة تحمي نفسها وساكنتها من النسيان وتقيم أواصر مدينة حديثة متحضرة متمسكة بأصالتها، وعليه فإننا نناشد كل من يملك الرأي والقرار أن يساهم في هذه الحملة من أجل حماية تراثنا وموروثنا ومدينتنا التوقيع في التعليقات أسفل هذا العريضة: الاسم واللقب، الصفة (مهنية أو أكاديمية) الموقّعون: شيبوط نور الدين، أستاذ انكليزية متقاعد وناشط سياحي عمر بن سالم، دكتورالي علم النفس رابحي السعيد، موظف، ماستر اتصالات تسويقية نفطي سالم، فنان تشكيلي، مخرج اذاعي عزوزي الأمجد، أعمال حرة سالم بوشاقور، مصوّر فوتوغرافي