يصنع العديد من قدماء التلاميذ بولاية الجلفة مبادرات حضارية يسترجعون من خلالها ذكريات التمدرس ويكرمون فيها معلميهم وأساتذتهم الذين نالوا التقاعد وتركوا المقاعد بعد أن قضوا أعواما طويلة من حياتهم في تربية الأجيال وتلقين العلوم وتحفيظ القرآن. هذا ما لاحظته "الجلفة إنفو" في كل من بلديات حاسي بحبح ومسعد وعين الإبل.
مسعد ... تكريم المعلمين والأساتذة ومعلمي القرآن في مسعد، وبمبادرة من الأستاذين بلال الذيب وأحمد بورزقة، تم تكريم العديد من معلمي وأساتذة الجيل الأول لفترة ما بعد الاستقلال. ويُذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المعلم "سي عرعار جلول" الذي درّس بابتدايتي "سي أحمد بن عطية" و"الرايس محمد" بمسعد في العشرية الأولى التي تلت الإستقلال وهو من أوائل المعلمين بمسعد وأصله من البيرين. كما تم تكريم المعلم والمدير المتقاعد "سي علي المايدي" الذي اشتغل باتدائية "سيدي نايل" منذ ستينات القرن الماضي. وقد شمل التكريم وأسماء أخرى مثل أستاذ الرياضيات بالمتوسط "لهزيل امحمد" وأستاذ اللغة العربية "بن عيسى أحمد" وأستاذ التربية البدنية "شداد محمد" ومعلمي الفرنسية "ناجي عبد الرحمان" و"بن المداي المداني" ومعلم القرآن "سي عمر النعاس" الذي يبلغ من العمر حوالي 84 عاما قضى منها أكثر من 40 عاما في الكتاتيب متطوعا، ومعلم القرآن الكريم "سي عبد القادر التواتي بن علي" الذي درّس هو اللآخر متطوعا لأزيد من أربعين عاما، وغيرهم. وحسب أصحاب المبادرة، فإنها ستستمر كل إثنين وخميس لتشمل كل مربي الأجيال في الإبتدائي والمتوسط والثانوي ومعلمي القرآن حيث وصل عدد المكرّمين إلى غاية اليوم 42 شخصية علمية وتربوية.
حاسي بحبح ... قدماء تلاميذ متوسطة "الشهيد قندوز بولرباح" يحتفون بأساتذتهم أما بمدينة حاسي بحبح، فقد بادر مجموعة من قدماء تلاميذ متوسطة الشهيد "قندوز بولرباح"، على رأسهم الحاج عبد القادر زناتي، بتكريم أساتذتهم ممن درّسوهم بقسم 7أ1 إبتداء من سنة 1985 إلى 1988. وعن هذه المبادرة يقول السيد عبد القادر زناتي أنها تتم كل يوم جمعة سواء بحاسي بحبح أو بمدينة الجلفة أي حسب مقر إقامة التلميذ السابق أو الأستاذ السابق. وخلال هذا اللقاء يتم استرجاع الذكريات القديمة بين التلاميذ وأساتذتهم. وإلى حد اليوم تم تكريم عدة أساتذة منهم الأستاذ المتقاعد للغة عربية "رنان الحواس"، والأستاذ "لخذاري لزهاري" أستاذ اللغة العربية. وأستاذ اللغة الإنجليزية "جيدول بن يحيى" وأستاذ الإجتماعيات "مداح مصطفى" وغيرهم. وقد عقد قدماء التلاميذ لقاء بمكتبة المطالعة العمومية "نورة بن يعقوب" بحاسي بحبح كما قاموا بإنشاء مجموعة على شبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك" لتبادل الصور القديمة والحديثة والسماح لزميلاتهم بالإلتحاق والإطلاع على المبادرة.
عين الإبل ... عودة إلى القسم والصف بعد افتراق دام ثلاثين سنة!!
حين يصدق الشوق تتحول الأمنيات والأحلام إلى حقائق ... هذه هي الصورة المشرقة التي رسمها تلامذة قسم الإبتدائي لمرحلة 89/83 فمن يصدق أنهم التقوا بعد أكثر من ثلاثين سنة ؟ هذا ما يمكن أن يشعر به أي تلميذ سابق لما يعود إلى الطاولة والصف بعد فراق دام ثلاثين سنة ... البداية كانت بتجمع في بيت الكرم بيت "الطيب مختاري" أين التقى قدماء تلاميذ مدرسة "خميستي محمد"، فوج 1983-1989 فكتحلت الأعين بالأعين ونسكبت الحروف والمشاعر وحتى الدموع ... فمنهم من لم يرَ زميله في الطاولة منذ ذلك الحين!! بعد ذلك توجه الجميع إلى ابتدائية "محمد خميستي" ولسان حالهم "من يصدق أننا عدنا تلامذةً من جديد؟" ... فأخذ كل "تلميذ" مكانه في الساحة ثم بدأ "رص الصفوف" والمعلم يعطي الأوامر "مد ... ضع ... مد ... ضع" والجميع مطيع ويستحضر هيبة المعلم. واثناء ذلك رجع المدير بحزم وصرامة يراقب استقامة الصفوف ليدخل التلاميذ قسمهم ويجلسوا على طاولاتهم. لقد غدى المعلم شابا نشطا يدرسنا معنى الحروف ورجع الرجال أطفالا يسترجعون ذكرياتهم من بين الرفوف، فأنصت الجميع لمربي الأجيال وهم يتنابون على منصة القسم من المدير السيد "محمد طوير القحطاني" ومعلم العربية "قويسم محمد" ومعلما الفرنسية "سالت أحمد" و"بن نعوم السعيد". بعد ذلك طان للجميع فرصة لمشاهدة أرشيفهم القديم ليختتم اللقاء بتكريم المعلمين الكرام كعربون وفاء واعتراف بفضلهم ...