زار أول أمس وزير البيئة و تهيئة الإقليم السيد شريف رحماني ولاية الجلفة في خرجة جديدة لأحد وزراء الحكومة الجزائرية الذين يحاولون امتصاص الغضب الشباني واحتواء ما يمكن ان يحدث من أزمات، خصوصا في ظل ما شهدته الجزائر من قبل وما تشهده عدة دول عربية من ثورات شبانية عارمة، حيث حط الوزير رحاله رفقة الوفد المرافق له بقاعة الاجتماعات بمقر ولاية الجلفة بعد أن كانت له عدة محطات بالولاية... ولم يفهم مواطنو الجلفة الغرض من هذه الزيارة التي لم تكن في مستوى انتظارهم لزيارة وزير بحجمه، إذ يعد السيد شريف رحماني من أقدم وزراء الحكومة و قد تم طرح اسمه بقوة مؤخراً لخلافة أويحيى على رأس الحكومة الجزائرية... و خلال زيارته الخاطفة تحدث الوزير في هذا اللقاء الذي يصادف الثامن من مارس عن المرأة ومكانتها في المجتمع والدور المنوط بها... كما تحدث عن أهمية استعمال المعلوماتية عبر جهاز الكمبيوتر الذي تحول في هذا الوقت إلى وسيلة ضرورية، و كذا عن انتشاره الكبير الذي أصبح يزاحم الكتاب والقراءة التقليدية...معلناً عن توزيع 150 جهاز إعلام آلي لفائدة ثلاث دوائر، كمرحلة أولى إلى حين استكمال البقية ... جدير بالذكر أن مداخلة السيد الوزير لم تتبع بنقاش مع الشباب الحاضر والمجتمع المدني في آخر الجلسة عكس ما كان ينتظره الحاضرون، وقد خرج الوزير من القاعة دون فتح باب النقاش و الإستماع للشباب الذين اضطروا إلى ملاحقته وطلب محادثته و الإستماع إليهم، غير أن الوزير ابن المنطقة حاول الاقتصار على مجموعة منهم وسط رفض الشباب لذلك، الذين أصروا على أن يكون النقاش أمام الملأ، و قد تحولت القاعة المحاذية لقاعة الاجتماعات إلى مكان فوضى بعدما انتقل جل الحاضرين إليها لمناقشة الوزير... وقد رصد موقع "الجلفة إنفو" عدم رضا كثير من المتتبعين وخاصة منهم الشباب الذين امتعضوا من هذه الزيارة التي كانوا ينتظرون منها الكثير على غرار شرح التوجيهات والقرارات الأخيرة المتخذة من طرف رئيس الجمهورية، خاصة بعدما أعطى تعليماته بفتح آفاق جديدة أمام الشباب الجزائري و التركيز على مجال الشغل الذي أصبح الهاجس الأكبر لديهم .. وقد طالب الشباب الذي يسعى لإيجاد حلول جدية لمشاكله، بفتح لجان إصغاء بينه و بين المسؤولين الذين يعرضون عن الإستماع لهم لطرح انشغالاتهم، وقد كان للفوضى التي صاحبت النقاش مع الوزير تأثيرا سيئاً على طروحات المواطنين والمجتمع المدني، فقد عجز الكثير منهم عن إيصال فكرته أو حتى عن الكلام بالأساس بغية التطرق لقضايا تشغلهم في مختلف القطاعات، و قد عبر الكثير منهم لموقع "الجلفة إنفو" عن امتعاضهم من الشكل الذي سار به هذا اللقاء، حيث كانوا يتمنون فسح المجال لهم من أجل نقل انشغالاتهم ومعالجتها من طرف الحكومة